ورأس أبو الحسن تحرير مجلة " الندوة " العلمية التي كانت تصدر بالأوردية، وكانت لسان حال الندوة، وكلفته الجامعة الإسلامية في (عليكره) بوضع مناهج لطلبة (البكالوريا) في التعليم الديني، فألف في ذلك كتاباً أسماه (إسلاميات) وقبلت الجامعة هذا الكتاب وأخذت به وكافأت صاحبه عليه؛ ودعي لإلقاء محاضرات في الجامعة الملية الإسلامية بدلهي، فألقى محاضرة في موضوع:(الدين والمدنية) كانت موضع الاستحسان، ونشرت وكان لها تأثير واسع النطاق.
وألف في هذه الفترة كتباً لطلبة المدارس العربية في الهند، منها كتاب " مختارات في الأدب العربي " وقد قررت دار العلوم في الهند وبعض الجامعات في تدريسه. ومنها كتاب
((قصص النبيين)) في ثلاثة أجزاء، وغير ذلك من الكتب، وأصدر مجلة (التعمير) التي كانت تصدر بالأوردية مرتين في الشهر، وأسس جمعية للتبشير بالإسلام بين الهندوس، وأصدرت هذه الجمعية التبشيرية الإسلامية عدة رسائل وبحوث عن الملة الغراء باللغة الإنجليزية المنتشرة هناك. وأسس (المجمع الإسلامي العلمي) في لكهنؤ سنة ١٩٦٠ م وله نشاط وإنتاج في اللغات الإنجليزية والهندية والأوردية والعربية، ومطبوعات قيمة.
وأخي المفضال أبو الحسن له غرام أصيل عميق باقتناء الكتب ومسامرتها والحديث عنها. وأعز ما يحرص عليه من عرض الحياة هو كتبه. وأغلى ما يهدي إليه كتاب يرضيه ويغذيه، ولا يقتني أبو الحسن الكتب ليزين بها داره، بل ليهضمها قراءة وبحثاً ونقداً، وكتاباته المختلفة فيها دلاله واضحة على ذلك، وقد أفادته هذه المطالعات والمسامرات - بجوار الهبة والتجربة- فدرة على الارتجال بالعربية، فهو يتدفق كالسيل بلغة بليغة فيها الصور البيانية والتعبير الجميل وأغلب محاضراته يستعد لها، وكثيراً ما يكتبها، وأسلوبه يغلب عليه العنصر العاطفي الملتهب ومع ذلك إذا طرق باب البحث أجاد وأفاد وأمتع أيضاً، وهو كما عرفت عنه وكما حدثني مراراً لا يحب أن يهجم على الحديث في موضوع ذي بال إلا إذا احتفل به وتهيأ له، وليس ذلك عن قلة بضاعة ولكنه احتراس العالم الذي يريد أن يستيقن ويتثبت! .. وقد غلب النثر على أبي الحسن فلم تطاوعه قريحته يوماً على نظم الشعر ...