للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حكم في أواخر القرن الخامس الميلادي تزوج بنته ثم قتلها (١) ، وأن بهرام جوبين الذي تملك في القرن السادس كان متزوجاً بأخته (٢)

يقول البروفسور ((أرتهر كرستن سين)) أستاذ الألسنة الشرقية في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك المتخصص في تاريخ إيران في كتابه (إيران في عهد الساسانيين) :

((إن المؤرخين المعاصرين للعهد الساساني مثل (جاتهياس) وغيره، يصدقون بوجود عادة زواج الإيرانيين بالمحرمات، ويوجد في تاريخ العهد الساساني أمثلة لهذا الزواج، فقد تزوج بهرام جوبين وتزوج جشتسب قبل أن يتنصر بالمحرمات (٣) ، ولم يكن يعد هذا الزواج معصية عند الإيرانيين، بل كان عملاً صالحاً يتقربون به إلى الله، ولعل الرحالة الصيني (هوئن سوئنج) أشار إلى هذا الزواج بقوله: إن الإيرانيين يتزوجون من غير استثناء (٤)) .

ظهر "ماني" في القرن الثالث المسيحي، وكان ظهوره رد فعل عنيف غير طبعي ضد النزعة الشهوية السائدة في البلاد، ونتيجة منافسة النور والظلمة الوهمية فدعا إلى حياة العزوبة

لحسم مادة الفساد الشر من العالم، وأعلن أن امتزاج النور بالظلمة شر يجب الخلاص منه فحرَّم النكاح استعجالاً للفناء وانتصاراً للنور على الظلمة بقطع النسل. وقتله بهرام سنة ٢٧٦م قائلاً إن هذا خرج داعياً إلى تخريب العالم فالواجب أن يبدأ بتخريب نفسه قبل أن يتهيأ له شيء من مراده. ولكن تعاليمه لم تمت بموته بل عاشت إلى ما بعد الفتح الإسلامي.

ثم ثارت روح الطبيعة الفارسية على تعاليم ماني المجحفة، وتقمصت دعوة مزدك الذي ولد ٤٨٧ م فأعلن أن الناس ولدوا سواء لا فرق بينهم، فينبغي أن يعيشوا سواء لا فرق بينهم، ولما كان المال والنساء مما حرصت النفوس على حفظه


(١) Historian's History of the World V. ٨. P. ٨٤.
(٢) تاريخ الطبري ج٣ ص ١٣٨.
(٣) إيران في عهد الساسانيين، ترجمة الدكتور محمد إقبال من الفرنسية إلى الأردية ص ٤٣٩.
(٤) ((إيران في عهد الساسانيين)) ص ٤٣٠

<<  <   >  >>