للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المرأة في المجتمع الجاهلي:

وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف، وتؤكل حقوقها وتُبْتز أموالها وتُحرم إرثها وتعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجاً ترضاه (١) وتورث كما يورث المتاع أو الدابة (٢) ، عن ابن عباس قال: ((كان الرجل إذا مات أبوه أو حميّه فهو أحق بامرأته، إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها)) وقال عطاء بن أبي رباح: إن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل فترك امرأة حبسها أهله على الصبي يكون فيهم وقال السُدّي: إن الرجل في الجاهلية كان يموت أبوه أو أخوه أو ابنه فإذا مات وترك امرأته فإن سبق وارث الميت فألقى عليها ثوبه فهو أحق بها أن ينكحها بمهر صاحبه أو يُنكحها فيأخذ مهرها، وإن سبقته فذهبت إلى أهلها فهي أحق بنفسها (٣) وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل، فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها، يؤخذ مما تؤتي من مهر وتمسك ضراراً للاعتداء (٤) ، وتلاقي من بعلها نشوزاً أو إعراضاً وتترك في بعض الأحيان

كالمعلقة (٥) ومن المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث (٦) ، وكان يسوغ للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد (٧) .

وقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد. ذكر الهيثم بن عدي - على ما حكاه عنه الميداني- أن الوأد كان مستعملا في قبائل العرب قاطبة، فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة، فجاء الإسلام، وكانت مذاهب العرب مختلفة في وأد الأولاد فمنهم من كان يئد البنات لمزيد الغيرة ومخافة لحوق العار بهم من أجلهن،


(١) سورة البقرة، آية ٢٣٢.
(٢) النساء آية ١٩.
(٣) تفسير الطبري ج ٤ ص ٣٠٨.
(٤) سورة البقرة، آية ٢٣١.
(٥) النساء: آية ١٣٩.
(٦) الأنعام ١٤٠.
(٧) النساء آية ٣.

<<  <   >  >>