للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

منا من مات على عصبية (١)) ، وعن جابر بن عبد الله قال: ((كنا في غزاة فكسع

رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار. فقال المهاجرين: يا للمهاجرين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها إنها منتنة (٢)) وحرم حمية الجاهلية، وقيد ذلك التناصر الذي جرت الجاهلية العربية على إطلاقه، فكان من الأمثال السائرة وشرائع الجاهلية الثابتة. ((أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من نصر قومه على غير الحق، فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه (٣)) ، وتغيرت بذلك نفسية العربي وعقليته حتى أصبح ذوق المسلم العربي لا يسيغ ذلك المثل العربي السائر، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم مرة: ((أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) لم يملك نفسه، فقال: ((يا رسول إذا نصرته مظلوماً فكيف أنصره ظالماً؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: تمنعه من الظلم فذاك نصرك إياه (٤)) .

كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته:

وأصبحت الطبقات والأجناس في المجتمع الإسلامي متعاونة متعاضدة لا يبغى بعضها على بعض، فالرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم. والنساء صالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله، لهن مثل الذي عليهن بالمعروف، وأصبح كل واحد في المجتمع راعياً ومسئولاً عن رعيته. الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته (٥) ، وهكذا كان المجتمع الإسلامي مجتمعاً رشيداً عاقلاً مسئولاً عن أعماله.

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق:

وأصبح المسلمون أعواناً على الحق، أمرهم شورى بينهم، يطيعون الخليفة ما


(١) رواه أبو داود.
(٢) رواه البخاري.
(٣) تفسير ابن كثير
(٤) حديث متفق عليه.
(٥) حديث متفق عليه.

<<  <   >  >>