يشترط لصحة كل عبادة الإخلاص والمتابعة، يشترط أمران –شرطان-: الإخلاص والمتابعة، يقول بعضهم: تكفي المتابعة، تكفي، إذا اشترطت المتابعة انتهى اشتراط الإخلاص؛ لأن العمل الذي فيه شرك، أو ليس فيه إخلاص لم يقع على وفق ما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ما تمت المتابعة إذا كان العمل فيه خلل من جهة الإخلاص لكن لماذا يذكر الإخلاص؛ لئلا ينسى ويغفل عنه للاهتمام به والعناية بشأنه، وهنا ينص على الشرك الخفي لخفائه ودقته وغموضه، فلو ترك ولم ينص عليه غفل عنه كثير من الناس، فهم من هذه الحيثية يبسطونه.
وهل هذا نظير ما يقال في كتب الفرائض: الوارثون من الرجال بالبسط كذا، وبالاختصار كذا، والوارثات من النساء بالبسط كذا، وبالاختصار كذا؟ هذا مثله وإلا لا؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني هل نستطيع أن نقول: إن الشرك بالاختصار ينقسم إلى قسمين، وبالبسط ينقسم إلى ثلاثة، كما قالوا في الوارثين من الرجال والوارثات من النساء، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
فرق؛ هذه شروط وتلك أفراد، هذه شروط، وتلك أفراد يسهل .. ، الأمر فيهم سهل، لكن يبقى أن الشرك الخفي يمكن إدخاله في الشرك الأكبر في بعض صوره وإدخاله في الشرك الأصغر لكن التنصيص عليه عند أهل العلم من باب الاهتمام به والعناية بشأنه؛ لئلا يغفل عنه؛ لأنه إذا لم يكرر ويردد في الشروط ويحفظ، فإنه بصدد أن يُنسى.
" وقول الله -عز وجل-: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [(٤٨) سورة النساء] ": {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}: (أن) وما دخلت عليه في تأويل مصدر، إن الله لا يغفر شركاً، {وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} أو إن الله لا يغفر الشرك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.
" {لاَ يَغْفِرُ} ": يعني لا يتجاوز ولا يستر، فالشرك ليس بقابل للغفران، وما عداه وإن كان من الموبقات داخل تحت المشيئة، داخل تحت المشيئة.
" {لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ} ":، هذا أمر مفروغ منه، لا سيما الشرك الأكبر ليس بقابل للغفران، وما دون الشرك من المعاصي والجرائم والكبائر والصغائر، كلها تحت المشيئة.