للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا جهل، يعني إذا ربط شيء بشيء لا يقتضي تخصيصه به، لكن قد يكون من بلغ الأربعين أولى أن يقول: هذه الكلمة ممن لم يبلغها؛ لأن النعمة بالنسبة له اكتملت، ولا يمنع أن يقولها الشاب الكبير والصغير، رب أوزعني، يعني ألهمنى أن أشكرك، إذا ألهم الشكر فقد تمت عليه النعمة؛ لأن الشكر يقتضي المزيد، فكون الإنسان يستدرك على من يقول: رب أوزعني ولمَّا يبلغ الأربعين، هذا جهل، كما أن من يستدرك من يفتتح كتابه بالبسملة والحمدلة لمجرد تضعيف من ضعف .. ، يعني هل المسألة لا تثبت إلا بهذا الحديث؟ أليس بالبداءة بها اقتداء بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-؟

يعني إن لم يثبت القول ثبت الفعل، إن لم يثبت القول ثبت الفعل.

ونظير ذلك شخص جلس بعد صلاة الصبح يذكر الله حتى ارتفعت الشمس ثم صلى ركعتين، فتجد من يقول له: ليش تجلس والحديث ضعيف؟ لماذا تجلس والحديث ضعيف؟

ثبت من فعله -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يجلس، هذا على افتراض أن الحديث ضعيف، لكن بعض الناس إذا سمع شيئاً لم يحسن تطبيقه، والناس بأمس الحاجة إلى معرفة السنة، وإلى فقه السنة، وفقه تطبيق السنة؛ لأن بعض الناس قد يعرف السنة، لكن لا يحسن تطبيق السنة، ولا يفقه تطبيق السنة.

يقول: كانت الكتب التقليدية تفتتح بالبسملة والحمدلة، لماذا؟ لأنه سمع الشيخ الألباني -رحمة الله عليه- يقول: "الحديث بجميع طرقه وألفاظه ضعيف"، وسمع الشيخ يقول: "إن الضعيف لا يعمل به في جميع أبواب الدين".

وهذا الذي قال هذا الكلام ليس من طلاب الشيخ، ولا من المعروفين عن الأخذ عن الشيخ، يعني طلاب الشيخ لا يقولون مثل هذا الكلام؟ لكن وجد من يقول، يعني بالحرف أنا قرأتها في كتاب من الكتب يقول: "كانت الكتب التقليدية تفتتح بالبسملة والحمدلة"، إيش معناه؟

أن هذا مجرد .. ، تتابعوا عليه يقلد بعضهم بعضاً من غير أصل ولا أثارة من علم، وهذا جهل مركب.

"بسم الله الرحمن الرحيم": الكلام على البسملة مذكور في الشروح وفي التفاسير وغيرها، في كلام طويل جداً لأهل العلم، في كل كلمة من كلماتها الأربع، فلسنا بحاجة إلى أن نكرره، مع أننا تكلمنا عليها مراراً في مناسبات كثيرة.

يقول -رحمه الله-:

<<  <  ج: ص:  >  >>