الرحبية أسهل ما نظم في هذا الفن، وهناك منظومات أخرى لكن الرحبية أسهل وأيسرها للحفظ والفهم، وعليها شروح كثيرة، عليها شروح، ما من عالم له عناية بالفرائض إلا وشرح الرحبية، منها ما هو بقدر الرحبية، يعني لا يزيد الشرح عن خمس ورقات، السبيكة الذهبية على منظومة الرحبية للشيخ فيصل بن مبارك، على طريقته -رحمه الله- في الإيجاز الشديد، ومؤلفات هذا الشيخ تقرأ ويستفاد منها، لا سيما مع ضيق الوقت، وإلا هي مختصرة جداً، يعني يحتاج معها طالب العلم إلى غيرها، يحتاج أن يقرأ في الشروح الأخرى.
وهناك شروح متوسطة أوسع من هذا الشرح للمارديني وعليه حاشية للبقري، وشرح المارديني أيضاً مختصر لكنه أوسع من شرح الشيخ فيصل -رحمه الله- وهناك أيضاً الباجوري على الشنشوري، الفوائد الشنشورية في شرح المنظومة الرحبية هذا شرح مبسوط، وفيه فوائد والحواشي عليه أيضاً نافعة.
والفوائد الجلية للشيخ عبد العزيز- رحمة الله عليه- ابن باز يكاد أن يكون شرحاً للرحبية؛ لأنه على ترتيبها، وماشي على أبوابها، وهو شرح متوسط ونافع جداً لطالب العلم.
هل يحسن بطالب علم متقدم يتعرض للفتيا ويعرض نفسه لها، أن يكون جاهلاً بالفرائض؟
الفرائض نصف العلم، وهو علم يفقد، لذلك الذي لا يراجعه ينساه؛ لأنه مبني على أرقام، كل باب فيه أكثر من تقسيم، ولا يليق بطالب العلم أن يكون جاهلاً بهذا العلم، لا سيما وأن إدراكه سهل ممكن، العلم محصور، لو تفرغ له أسبوع ضبطه، أسبوع واحد يضبطه، ومع ذلك لا ارتباط له بالعلوم الأخرى، يعني هو باب من أبواب الفقه لكن لا يتوقف على معرفته معرفة العبادات أو المعاملات، أو الجنايات أو غيرها، يعني علم منفك، يمكن التخصص به فقط، ويمكن أن يتخصص بغيره ولا يلتفت إليه، لكن يقبح بطالب العلم أن لا يعرف هذا العلم، رغم أنه من الأمور المهمة التي يحتاج إليها، لكن مع ذلك لا يتوقف معرفة العبادات ولا المعاملات ولا الجنايات ولا الأنكحة والأحوال الشخصية لا تتوقف عليه، مع أنه يمكن أن يستقل به استقلالاً تاماً، يعرف فلان بأنه عالم في هذا الباب في الفرائض، ومع ذلك قد يخفى عليه كثير من مسائل العبادات والمعاملات.