لا، ما يمكن؛ الرسول لا يعلمها، الله -جل وعلا- يعلمها، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، ولا يكون أن لو كان كيف يكون؛ لأن الله -جل وعلا- أخبر عن أهل النار أنهم لو ردوا لعادوا، ولن يردوا، لكن لو ردوا لعادوا، وهذا ما كان ولا يكون أيضاً، لكن الله يعلم منهم أنهم لو ردوا لعادوا، ويعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، هذا لا إشكال فيه، تقول: الله أعلم.
ومن أدب المفتي إذا سئل عما يخفى عليه يقول: الله أعلم، وإذا أجاب بجواب أن يختم بقوله: والله أعلم، وهذا من أدب الفتوى.
بالنسبة للرسول -عليه الصلاة والسلام- في حياته لا إشكال في مسائل الدين، لكن قد يخفى عليه ما لا يحتاج إليه؛ لأنه لا يعلم إلا ما أعلمه الله -جل وعلا- لا سيما من أمور الغيب، لا يعلم إلا ما أعلمه الله -جل وعلا-، {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ} [(١٨٨) سورة الأعراف].
في مسائل الدين لو سئلت عن مسألة من مسائل الحج، وهي تخفى عليك، مسألة نازلة، تقول: الله أعلم، هذا لا إشكال فيه، تقول: الله ورسوله أعلم باعتبار أنه أعلم من كل أحد في مسائل ما يتعلق بالدين، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
حتى لو سئل من قبل غيره في مسائل الشرع التي تلقيت عن طريقه -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه أعلم بها، لكن الكلام فيما بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- هل نقول: إنه انقطع علمه بوفاته، أو نقول: إنه لا يزال مادام العلم كله عن طريقه فهو أعلم، ولا شك أن التعبير بهذا ما عهد ولا عرف بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام- والأحوط والأولى والأحرى أن يقال: الله أعلم بعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، ولو قال قائل: الله ورسوله أعلم، مستصحباً مثل هذا أن الدين ما جاءنا إلا عن طريقه، وهو أعلم منا بجميع مسائل الدين، فقد يكون له وجه.