يقول الشيخ:"فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها": وأكثر الناس عنها غافلين، يعني كثر الكلام، وطرق الموضوع والتعايش، والحوار، وما أدري إيش، حتى صار الناس يعني تبلدوا أول ما بدؤوا بالقضاء، أو بإضعاف الولاء والبراء، ثم بعد ذلك أخذوا مدة يطرقون التعايش مع الآخر ومع الأطياف ومع الأديان ومع .. ، وهذا لا يجدي من الله شيئاً، بل هذا ضرر محض، لكن لا يعني أننا نجر على أنفسنا كوارث بسبب بعض التصرفات، فإذا كنا في حال ضعف لا يمنع أن نتقي بعض الشر، لا بقول الباطل، قول الباطل لا يجوز بحال، لكن بإرجاء بعض البيان إلى وقته؛ {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [(١٠٨) سورة الأنعام]، لا يعني هذا الكلام أننا نشهر السيوف في وجوه المخالفين وننابذهم العداء علناً ونثور في وجوههم لنجر على أنفسنا وعلى مجتمعاتنا مثل ما حصل في اللي يسمونه سبتمبر وما أشبه ذلك، لا شك أن الآثار كبيرة وعظيمة، لكن لا يعني أننا نتنازل عن شيء من ديننا، {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [(٩) سورة القلم]، هذا لا يمكن أن يحصل ولا يمكن أن يتم مثل هذا بقول الباطل، أو إلغاء الحق، لكن يمكن أن يؤخر بعض الحق إلى وقته، ومن ذلك سب الآلهة، الآلهة معبودات من دون الله، طواغيت، ومع ذلك:{وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ} [(١٠٨) سورة الأنعام].
"فيالها من مسألة ما أعظمها وأجلها، وياله من بيان ما أوضحه، وحجة ما أقطعها للنزاع": فالشيخ -رحمة الله عليه- بين ووضح مسائل أكثر الناس في غفلة عنها، حتى بعض من ينتسب إلى العلم تجد عنده من الخلل الكبير ما عنده، فقيض الله -جل وعلا- لهذه الأمة في آخر ... ، في أواخر الأزمان هذا الإمام المصلح المجدد الذي انبرى لبيان أعظم الواجبات وأعظم المحرمات، بين التوحيد ووضح الشرك، وبين صوره، وما يخدش في التوحيد، وما يوقع في الشرك، فرحمه الله رحمة واسعة.