نعم يلزم؛ لأنه كما يحصل بين الأولاد من المخالفة يحصل بين البنات.
كثير من المناسبات يكون فيها عدد من الرجال قد أسبلوا ثيابهم، فهل هذا المنكر المنتشر يكون سائغاً، يعني مسوغاً لعدم إجابة الدعوة؟
على الإنسان أن يجيب في مثل هذه الأمور، وعليه أن ينكر بقدر استطاعته.
يقول: ما رأيك في كاتب يقول في مقال له: نحن لسنا بحاجة إلى الدعاة والمواعظ وذكر الموت، ودعوا الناس يعيشون حياة سعيدة؟
يعني خلوهم يأمنون إلى أن يردوا المخاوف، ولا تخوفوهم حتى يردوا آمنين.
هذا الكلام باطل، هذا الكلام باطل، بل نصوص الوعد موجودة، ونصوص الوعيد موجودة، ولا بد أن يسمع المسلم هذا وهذا، يسمع نصوص الوع؛ لئلا يقنط، ويسمع نصوص الوعيد؛ لئلا يأمن من مكر الله.
يقول: شرب الماء المقري الذي قرئ عليه القرآن للشفاء من مرض أو لبركته، هل يخرج شاربه من السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لا سيما أن الماء أحضر إليه، ولم يطلبه؟
أما إذا طلب أن يقرأ فيه، فهذا قد استرقى، وأما إذا قرئ فيه من غير طلبه فشرب منه فلا.
ما معنى أن الإنسان يقول في القرآن برأيه؟
يعني يفسر كلام الله وليست لديه معرفة بكلام الله، ولا يستند بتفسيره إلى ما جاء عن الله وعن رسوله، وعن صحابته؛ لأن التفسير يكون بالقرآن ويكون بالسنة ويكون بالمأثور عن الصحابة والتابعين، وقد يدرك بعض المعاني من لغة العرب، ولا يكفي الإنسان أن يكون عارفاً بلغة العرب ثم يفسر القرآن؛ لأن السياقات تحدد المطلوب، وقد تخفى عليه.
هناك كلمات واضحة في القرآن، فلو أن الإنسان قال: إن معناها كذا، فهل يعتبر قال برأيه؟
إذا كانت من الأمور التي يعرفها الناس مما تتوافق فيه الحقائق العرفية مع الحقائق الشرعية، مع الحقائق اللغوية، هذا لا بأس، يعرف، ولكن كيف يعرف من يقول: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ} [(٣٧) سورة التوبة]، يقصد به النسيان، فإذا نسي حزن حزناً شديداً؛ لأنه يظن أن النسيان زيادة في الكفر، هل هذا يعرف أن يفسر شيئاً من القرآن برأيه؟ لكن قام وقعد وأكل وشرب، هذه كل الناس يعرفونها، فلا تحتاج إلى مراجعة.