يقول: ذكرت لنا في معرض كلامك عن حجج من يصححون لفظة يرقون أن السبب الذي حمل شيخ الإسلام على تغليط الراوي سعيد بن منصور موجود في المرقي الذي لم يطلب، فما هو هذا السبب؟
ذكرنا هذا نقلاً عن فتح الباري، من كلام الحافظ ابن حجر، يقول: إن المرقي الذي لم يطلب ورضي بالرقية، وارتاح إليها، ومال إليها، في قلبه من الميل إلى السبب ما في قلب الذي يسترقي، والذي يرقي، الذي يرقي فيه استرواح إلى أن هذه الرقية تنفع هذا المرقي، والذي يُرقى من غير طلب فيه أيضاً ميل واسترواح إلى أن هذه الرقية نافعة له.
يقول: بعضهم يطلق قاعدة (من كثر علمه قل إنكاره) فما مدى صحتها؟ (من كثر علمه قل إنكاره) فما مدى صحتها؟
أما إن كان يحكي عن واقع، وأن العلماء لا ينزلون إلى الأسواق ولا يباشرون محافل الناس؛ لانشغالهم عن ذلك بما هو أهم، فهذا الكلام له حظ من النظر، يعني ما تجد كبار أهل العلم يغشون مجالس الناس ومحافلهم وأسواقهم التي يقع فيها المخالفات لكثرة علمه، وكثرة حاجة الناس إليهم، هذا من هذه الحيثية له وجه.