"وقول الله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم} ": يعني أخبروني، " {مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} [(٣٨) سورة الزمر] ": يعبر عن الخبر بالرؤية في كثير من النصوص، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} [(٦) سورة الفجر]، هل رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- ما فعل الله بعاد؟ لا، {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [(١) سورة الفيل]، كذلك؛ لأنه ولد عام الفيل، فيعبر عن الخبر القطعي بالرؤية؛ لأنه يفيد كما تفيده الرؤية، لا يحتمل النقيض، لا يحتمل النقيض، خبر قطعي يفيد ما تفيده الرؤية، ولذلك قال:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}، {أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ}، {أَفَرَأَيْتُم} يعني أخبروني عن ما تدعونه من دون الله، {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}.
{هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ} هو يقول: ما تدعون، كاشفات، يعني ما تدعون أخبروني عن الذين تدعونهم من دون الله، {إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ}: كاشفات يعني الخبر عن (ما) الموصولة بالمؤنث.
يعني المخبر عنه كاشفات مذكر وإلا مؤنث؟
طالب:. . . . . . . . .
المخبر عنه؟
طالب:. . . . . . . . .
هذا الخبر، المخبر عنه مذكر وإلا مؤنث؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب:. . . . . . . . .
يعني فيها المذكر وفيها المؤنث، نعم، والإخبار عنها بالمؤنث، والمؤنث الأصل فيه أنه أضعف من المذكر، فإذا كان الذي تدعونه بهذه المثابة في الضعف والمهانة بالنسبة لمقابله، هل يكشف ما تدعونه الضر الذي أراده الله -جل وعلا-، أو العكس؟ {أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ} [(٣٨) سورة الزمر].
{هَلْ هُنَّ}: هل هن في الموضعين تأنيث، والإخبار بكاشفات وممسكات، وفي ما يدعى المذكر والمؤنث، يعني الأصنام التي تعبدها قريش، قبل أن يدخلوا في الإسلام، منها ما يدعونه بالتأنيث، ومنها ما يدعونه بالتذكير، فمن أصنامهم العزى، وهبل، بعضها مذكر، وبعضها مؤنث، لكن أخبر عنها كلها بالتأنيث.