للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا قلنا: غفر الله لفلان، أو لا غفر الله لفلان، هذا استعمال للماضي بلا شك، وهنا: ((فلا ودع الله له))، هناك لا غفر، يعني لا ستر الله عليه، لا ستر الله عليه ذنبه، وهنا: ((فلا ودع)) يعني لا جعله الله في دعة ولا سكون، بل جعله في قلق، هل نقول: إن هذا استعمال للماضي من هذه المادة الذي أميت؟ مفهوم الكلام؟

طالب:. . . . . . . . .

كيف؟

طالب:. . . . . . . . .

اسم؟

طالب:. . . . . . . . .

لا، لا ما هو باسم. يعني إذا من فعل كذا فلا غفر الله له، كونه يكون دعاءً هل يخرجه من كونه فعل ماضي؟

طالب:. . . . . . . . .

فلا غفر الله له، لا يخرجه عن كونه استعمالاً للفعل الماضي، وإن كان المراد به الاستقبال، وإن كان المراد منه الاستقبال، فكأنه قال: فلا ودع، لا يدع؛ لأن المضارع هو المخصص للاستقبال، لكن استعمال اللفظ (ودع) الماضي من الودع، ((عن ودعهم))، والأمر ((دع ما يريبك)) ((ومن لم يدع)) المضارع، لكن قالوا: إن الماضي أميت، ولو استدرك بمثل هذا لكان له وجه، وإن لم يقصد به معنى الماضي، لكن لفظه ماضي.

" ((فلا ودع الله له)) وفي رواية: ((من تعلق تميمة فقد أشرك)) ": وهذا هو الدليل الصريح على أن تعليق التمائم من الشرك، والتعليق لبس، فيدخل في الترجمة، وسيأتي باب خاص بالتمائم، وتعليقها.

"ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه": ((من تعلق تميمة فقد أشرك)): التميمة حقيقتها الشرعية غير حقيقتها العرفية؛ لأنها في العرف تطلق على العقيقة، العقيقة يقولون لها: تميمة، ومن علق تميمة قد يقول قائل: إنه ذبحها وعلقها من أجل السلخ، ((فقد أشرك))؛ لأن بعض الناس يسمع بعض هذه النصوص ويطبق، وتذبح العقيقة التميمة لكن لا تعلق، لأنه وجد من يستعمل النصوص بناءً على دلالتها العرفية أو الاستعمال العرفي، والحقيقة أن الخلط بين الحقائق صار سبباً في ضلال من ضل من المبتدعة، وفي خطأ من أخطأ من العامة، وقد يقع في هذا أو في شيء من هذا بعض من ينتسب إلى العلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>