" ((فإن محمداً بريء منه)) ": وهذا يدل على أن هذه الأمور المذكورة من الكبائر؛ لأنه إذا برئ منه النبي -عليه الصلاة والسلام- وقد نص الله في كتابه على أن الله ورسوله قد برئا من المشركين، {بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [(٣) سورة التوبة]، فهؤلاء يشاركون المشركين في هذه البراءة؛ لارتكابهم أمراً محرماً، وأهل العلم يقررون أن ما قرن بالبراءة أنه من الكبائر، من الكبائر.
والشاهد منه:((أو تقلد وتراً))، ((أو عقد لحيته)) على أحد التفسيرين، أما ((تقلد وتراً))، فلا شك في مطابقته للترجمة؛ لأنهم يقصدون بتعليقه على أنفسهم، أو على دوابهم، أو على بيوتهم دفع العين، أو رفع ما فيها من نقص أو مرض.
" ((فإن محمداً بريء منه)) ": بريء من الفاعل أو من الفعل؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
كيف؟
طالب: الفاعل، الفاعل يا شيخ.
النووي -رحمه الله تعالى- يقول: أي بريء من فعله، بريء من فعله، ولا شك أن الضمير يعود إلى "مَن" من عقد لحيته أو فعل أو فعل أو فعل، وهو الفاعل، لكن لا يعني أن هذه البراءة تخرجه من دائرة الإسلام، إلا إذا كان في تعلقه الوتر يعتقد أنه ينفع ويضر من دون الله، أو استحل محرماً معلوماً من الدين بالضرورة، هذه الأمور لا شك أنها لا تصل إلى حد الشرك المخرج عن الملة، إلا في مسألة تقلد الوتر إذا رأى أنه ينفع أو يضر من دون الله.
إذا كان بريء من الفعل كما قال النووي، أو بريء من صاحب الفعل كما هو مدلول الحديث، فيه فرق وإلا ما فيه فرق؟
نعم، حتى لو كان بريء من الفعل فالمراد فاعله، يعني ((ما أسفل من الكعبين ففي النار)) يعني هو يقص هذا الزائد من الثوب ويرمى في النار، وصاحبه ما يتأثر؟!
((كل ضلالة في النار))، الضلالة في النار سهل، لكن المراد صاحبها، فإذا برئ النبي -عليه الصلاة والسلام- من الفعل فالمراد به الفاعل، الذي تتجه إليه هذه البراءة.
"وعن سعيد بن جبير".
طالب:. . . . . . . . .
المقصود أن هذا اختيار النووي، بريء من الفعل، ولا يوافق عليه،