اللات والعزى عرفنا مما تقدم اشتقاقهما، والمناة قالوا: لأنها .. ، لكثرة ما يمنى أي يراق عليها من الدماء سميت مناة، ومن ذلك قيل لمنى المشعر المعروف منى لكثرة ما يمنى فيه من الدماء أي يراق.
هذه الثلاثة الأوثان قالوا: هي أعظم أوثان أهل الجاهلية من أهل الحجاز ولذا خصت بالذكر، خصت باذكر، وإلا فلهم أصنام كثيرة، لما فتح النبي -عليه الصلاة والسلام- مكة وجد الأصنام في جوف الكعبة، كم عددها؟ ثلاثمائة وستون صنم، وكان على الصفا صنم وعلى المروة صنم، وفي أماكن متعددة، وأصنامهم ومعبوداتهم على أشكال مختلفة ومتباينة، منها ما هو من الأحجار، ومنها ما هو من الأشجار، ومنها ما هو مما يصنعونه من الطين وغيره من المواد، المقصود أنها أمور مضحكة، يعني تعجب من عقول من يعبدها، تعجب، ولذا جاء في الخبر أن عمر -رضي الله عنه- قال للنبي -عليه الصلاة والسلام-: أين عقولنا يا رسول الله حينما كنا نعبد التمر فإذا جعنا أكلناها؟! قال:((أخذها باريها))؛ الإنسان لا يتصرف بنفسه، الإنسان لا يتصرف بنفسه فضلاً عن غيره، وإذا كان هذا في الإنسان الذي لديه شيء من القدرة فكيف بمن لا قدرة له، كهذه الأحجار وهذه الأشجار؟
ولكل قوم وارث في هذه الأمة لما نُسي العلم وتقادم العهد عبدوا الأشجار والأحجار، عبدوا الأشجار والأحجار.
في هذه البلاد قبل الدعوة المباركة التي قام بها الإمام المجدد كثر هذا الشرك في أهل هذه البلاد ووجد لهم أشجار يعبدونها ويدعونها من دون الله، وكذلك أصنام وأحجار، فقام -رحمة الله عليه- بهذه الدعوة المباركة واختفى هذا الشرك، ومازالت مظاهر الشرك ظاهرة في كثير من الأقطار التي تنتسب إلى الإسلام فضلاً عن الأقطار التي قامت على الوثنية من بلاد الشرق وغيرها.