وفي بعض الأقطار إذا دهمهم العدو اكتفوا بأن يحملوا الفتوحات المكية لابن عربي، يتقربون بها إلى .. ، يتقرب به إلى الله، وهو كتاب -نسأل الله العافية- كتاب ضلال، إذا رفعوا المصحف يعني معهم شيء من الحق، رفعوا البخاري نعم معهم شيء من الحق، لكن ليس هذا مما أنزل القرآن من أجله، يعني ما يكتفى بأنه إذا دهم عدو نرفع المصحف ونرفع البخاري ليدفع عنا، لا بد من بذل الأسباب، {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [(٦٠) سورة الأنفال]، فكيف بمن يرفع شيئاً لا يرتفع به في الدنيا ولا في الآخرة؟ كتاب ضلال -نسأل الله العافية- أو يذهبون ويهرعون إلى قبور أو إلى أشجار، أو إلى أحجار، فالشرك وجد في آخر هذه الأمة.
{أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى} [(٢١) سورة النجم]: يعني يزعمون أن الملائكة بنات الله، وأنهم لهم الذكور، وإذا ابتلوا بشيء من الإناث غضبوا واستحيوا من غيرهم أنه ولد لهم بنت، فهذا ليس من العدل ولا من الإنصاف أن يختاروا الذكور لأنفسهم ويدعون أن الملائكة بنات الله.
{تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى} [(٢٢) سورة النجم]: يعني ليس فيها أدنى عدل ولا إنصاف، وهذا على سبيل التنزل، وإلا فليس لله ولد، لا ذكر ولا أنثى، {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ} [(٣) سورة الإخلاص].
"عن أبي واقد الليثي قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين": خرجوا مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى حنين بعد أن فتح مكة، جاء بجيش كبير لفتح مكة قوامه عشرة ألاف، بعد الفتح خرج بهم إلى حنين، مع ألفين انظموا إليهم من مسلمة الفتح، فصار عددهم اثني عشر ألفاً، حتى غرهم كثرة هذا العدد فقال قائلهم: لن نغلب من قلة، فصار ما صار في أول الأمر من أن هوازن كمنت لهم ففوجئوا بهم، ففر من فر ولم يبق مع النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا النفر اليسير ثم بعد ذلك اجتمعوا مرة أخرى فحصل النصر.
"خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين": حنين أرض منبسطة مستوية في شرق مكة، قبل الطائف بعضهم يقول: إنها هي الشرائع، الشرائع هي حنين، في أحد يعرف هذا؟ نعم الشرائع أرض منبسطة، لكن هل هي حنين؟ قال بعضهم: إنها هي الشرائع.