أقول منهم من ذكر، قال بعضهم: إنها هي المعروف المكان المعرف بالشرائع، وهي مكان منبسط ومستوٍ، ومناسب يعني للقتال.
"قال: خرجنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر": نحن حدثاء عهد بكفر؛ لأنهم أسلموا بعد الفتح، والفتح قريب، وهذا اعتذار، اعتذار عما وقع منهم؛ لأنه وقع منهم هفوة وزلة عظيمة لكن المبرر أنهم حدثاء عهد بكفر، فحديث العهد بالإسلام يتجاوز عنه، ويعذر بجهله ما لا يعذر فيه قديم العهد بالإسلام، ومن عاش بين المسلمين.
"ونحن حدثاء عهد: قريب عهدنا بالكفر.
وللمشركين سدرة": سدرة: واحدة السدر، أي شجرة من شجر السدر الذي هو النبق.
"يعكفون عندها": يعكفون عندها يعني يقيمون عندها ويلازمونها ملازمة طويلة، ولذا قيل للاعتكاف الذي هو ملازمة المسجد من أجل الطاعة، من أجل الذكر والتلاوة والصلاة، قيل له: اعتكاف، وهؤلاء يعكفون على هذه السدرة، وبعض الناس يعكف سواءً اعترف أو لم يعترف على هذه القنوات، وعلى بعض الآلات، يعني بعض الناس يجلس عند الإنترنت ساعات، قد يمر عليه ثلاث ساعات أربع ساعات خمس ساعات، قد يأتي عليه وقت صلاة، هذا عكوف، هذا عكوف على هذه الآلة، فإن قدمت هذه الآلات على ما أوجبه الله -جل وعلا- فلا شك أن هذا خطر عظيم.
"وللمشركين سدرة يعكفون عندها": وبعض الناس مستعد يجلس ينظر هذه القنوات اللي يسمونها رياضية ومن مباراة إلى مباراة إلى أن ينتهي الليل كله، وأحياناً يتبعه النهار، وهكذا، ولا شك أن هذا ضياع للأمة، وصرف لها عما خلقت له من تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، وهذا عكوف واعتكاف شاء صاحبه أم أبى.
"يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم": يعني يعلقون بها الأسلحة، يعلقون بها الأسلحة، هل المراد من تعليق السلاح على هذه السدرة أن ترفع على الأرض؛ لئلا تتلوث بالتراب وغيره؟ لا، إنما يطلبون البركة، يتبركون بهذه السدرة، ولتكون الأسلحة أمضى وأسد لتنكي العدو عند قتاله.