كلٌّ بحسبه، كلٌّ بحسبه، أنت لا تظن أن الأمن هو مجرد أن يعيش الإنسان من غير حروب مثلاً، يعني ليس الأمن التام في مقابل الحروب والتدمير والفساد، الأمن المطلق يقابله الخوف المطلق، والأمن الجزئي يقابله الخوف الجزئي، يعني أمن القلب وطمأنينته .. ، يعني افترض أنه يمر بحروب لكن الإنسان آمن، وقلبه مطمئن مرتاح، هذا بقدر ما يحقق من التوحيد على سبيل الأفراد.
وعلى سبيل المجتمعات هناك أيضاً ما يخل بالأمن بقدر ما يختلُّ بالتوحيد، {أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}.
قال -رحمه الله-:
"وعن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)) ": لا بد أن يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، "((وأن محمداً عبده ورسوله)) ": وبهذا يعصم دمه، إذا أقام الصلاة وآتى الزكاة، لا بد من هذا، كما في حديث:((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ} [(٥) سورة التوبة]، لا بد منها "((حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله)) ": هذه هي الغاية التي بها يعصم الدم، ويكف عن المقاتلة، ويُخلَّى سبيله.
" ((وأن محمداً عبده ورسوله)) ": لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمداً عبده ورسوله.
محمد -عليه الصلاة والسلام- أشرف الخلق وأكمل الخلق، وأعرف الخلق بربه، وأتقاهم وأخشاهم، وهو سيدهم، سيد ولد آدم ولا فخر، ومع ذلك هو عبدٌ لا يجوز أن يصرف له شيء مما هو من حقوق الله -جل وعلا-.