"فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة": وهذا من حرصهم -من حرص الصدر الأول- على إخفاء العمل فضلاً عن دعوى خلاف الواقع، يعني قد يأتي الإنسان متعباً ويظهر للناس أنه من أثر العبادة بالليل وليس الأمر كذلك، يعني كما جاء في حديث ((من كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه)) يعني يظهر للناس أنه هاجر لله ورسوله والأمر ليس كذلك.
"قال: ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة": لئلا يظن به خلاف الواقع، لكن هل يلزم أن يقول: أما إني لم أكن في صلاة، أو هذا من تمام الورع؟ والبعد عن الرياء؟ يعني لو سكت، فقلت: أنا، وسكت، لا شك أن قوله: أما إني لم أكن في صلاة هو الكمال، هو الكمال.
قد يقول قائل: الكمال أن يكون يصلي، لكن بالنسبة لحاله بيان الواقع هو الكمال، فضلاً عن السكوت فضلاً عن ادعاء خلاف الواقع.
"أما إني لم أكن في صلاة ولكني لدغت": لدغت، لقد لدغته حية أو عقرب، وكانت هذه اللدغة فيما يظهر قوية، وأثرها شديد، لماذا؟ لأنه لم ينم بسببها.
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
يرى الكوكب، تظن البيوت كلها مسقوفة وكلها .. ؟ لا، لا في وقتهم ما .. ، السقوف قليلة، وأكثر نومهم في العراء نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
وهو يصلي، يراه وهو يصلي؟
طالب:. . . . . . . . .
هو. . . . . . . . . لا شك .. ، على كل حال نشوف إيش باقي.
"ولكني لدغت": لُدغ، لدغته عقرب، والعرب يسمون اللديغ سليم من باب التفاؤل.
"لدغت، قال: فما صنعت؟ ": فماذا صنعت؟ الآن الواحد منا إذا أصابه ما يصيبه لا سيما مثل هذه الأمور المؤلمة يفزع إلى الطبيب، يفزع إلى الطبيب؛ ليصرف له علاجاً يسكن عليه الألم، أو يستفرغ من جسده السم، يفزع، ومنهم من يَرقي، ومنهم من يسترقي، وهناك رقية للعقرب.