وجود هذا النوع ممن يفتي بغير علم مما أشار إليه النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله:((إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، وإنما يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوس جهال، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا)) لا بد من وجود مثل هؤلاء، لا بد من وجود مثل هؤلاء قضاءً، ولا يعني أنهم شرعاً يمكنون؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أخبر عنهم، لا، نعم هم قدراً –قضاءً- موجودون، مصداقاً لحديثه -عليه الصلاة والسلام-، لكن لا يعني أنهم لا بد أن يوجدوا شرعاً فيتمثل من ولاه الله أمر المسلمين أن يعين من أمثال هؤلاء لتطبيق هذا الخبر ما يمكن؛ لأن ما جاء الخبر عنه مما سيقع في آخر الزمان ليس مطلوب إيجاده ولا تحقيقه، إنما هو موجود كعلامة لقرب الساعة.
وجود مثل هؤلاء لا شك أنه موجود ومنذ أزمان، لكن على طالب العلم الذي يريد الفائدة، وعلى العامي أيضاً أن ينظر من يقتدي به، ينظر من يقلد، ينظر من يعتمد فتواه.
وليس في فتواه مفتٍ متبع ... ما لم يضف للعلم والدين الورع