للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

“ التذكير بالحج وفضله “

حجاج بيت الله الحرام، إن الله افترض الحج على أمة الإسلام، وجعله فريضة العمر، من أداه في عمره مرة فقد أدى الواجب وبرئت الذمة {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} (١) ، هذه الفريضة العظيمة التي افترضها على أمة الإسلام وجعلها ركنا من أركان هذا الدين، هذا الحج إلى بيت الله الذي عظمه الله واختاره من بين بقاع الأرض حرما آمنا، وجعله أفضل البقاع وخيرها، زاده الله تشريفا وتعظيما.

“ فضل يوم عرفة وأنه من أعظم الأيام “

حجاج بيت الله الحرام، أنتم اليوم تقفون على صعيد عرفات، اجتمع عقدكم في هذا المكان المبارك، فاشكروا الله على نعمته أن هيأ لكم الوصول إلى هذه البلاد العظيمة، وأثنوا عليه بما هو أهله، اشكروا ربكم، ثم تأملوا نعمة الله عليكم بهذا الدين الذي جمع به بين قلوبكم، ووحد به بين صفوفكم، وجئتم من أقطار الدنيا تؤمون بيت الله، استجابة لأمر الله، وتلبية لنداء الخليل، {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (٢) {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (٣) .

أجل أنها منافع نشهدها، اجتماع الأمة الإسلامية من أقطار الدنيا، من شرقها وغربها، من أقاصي الدنيا، جاءوا لغاية واحدة، جاءوا لطاعة الله، جاءوا ابتغاء مرضات الله، جاءوا استجابة لأمر الله، جاءوا ليتقربوا إلى الله، هذه القلوب ما الذي جمعها وما الذي وحدها؟ إنها تلتقي على هدف واحد أخوة الإسلام


(١) سورة آل عمران الآية ٩٧
(٢) سورة الحج الآية ٢٧
(٣) سورة الحج الآية ٢٨

<<  <   >  >>