للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ووحدة الإيمان.

فاشكروا الله الذي جمعكم في هذا المكان، وليكن هذا الاجتماع سببا لتآلف القلوب وتحسس المشاكل وتعاون المسلمين بعضهم مع بعض فيما يحل مشاكلهم، ويساعد في جمع كلمتهم وتوحيد شملهم، فإنكم في يوم عظيم وفي مكان مبارك، فاحمدوا الله على هذه النعمة، واستغلوا هذا الموقف العظيم وهذا المجتمع الكبير في التفاهم والتعاون فيما يعود عليكم وعلى مجتمعكم بالخير والسعادة والفلاح.

أمة الإسلام، إن هذا اليوم يوم عظيم من أيام الله، ألا وهو يوم عرفة، الذي يقول -صلى الله عليه وسلم- عنه: «"الحج عرفة (١) »

“ اجتمع عيدان في يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة “

هذا اليوم العظيم اجتمع فيه يومان فضيلان: يوم الجمعة، ويوم عرفة، عيد الأسبوع يوم الجمعة، وعيد أهل الموقف يوم عرفة، فاجتمع فيه يومان عظيمان من أفضل أيام الله، وفيه الساعة المحققة للإجابة – أعني في يوم الجمعة – وكذلك في يوم عرفة، يقول -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة: «فيه ساعة لا يوفقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه (٢) »

وإن هذا اليوم ليوافق يوم وقف النبي -صلى الله عليه وسلم-، فنبيكم -صلى الله عليه وسلم- وقف بهذا المكان منذ ألف وأربعمائة سنة، وقف في هذا المكان، وقف الناس وصلى بهم صلوات الله وسلامه عليه، وهذا اليوم يوافق يوم إكمال الدين وإتمام الله النعمة على هذه الأمة الإسلامية، فإن نبيكم -صلى الله عليه وسلم-


(١) أخرجه الترمذي في سننه، والنسائي في سننه وأبو داود في سننه وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٣) ، الهامش (١٢)
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الجمعة، باب: الساعة التي في يوم الجمعة، (فتح الباري ٢\ ٥٢٧، ح ٩٣٥) ومسلم في صحيحه ٢\ ٥٨٣، كتاب: الجمعة، باب: في الساعة التي في بوم الجمعة ح (٨٥٢) ، واللفظ للبخاري

<<  <   >  >>