للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزكاة أو الصوم أو الحج وهو قادر، فهو على أعظم خطر.

[بيان أعمال الحج في يوم النحر وما بعده]

يا معشر المسلمين، في يوم النحر لكم عبادات: أولها: رمي جمرة العقبة بعد انصرافكم من مزدلفة، فابدءوا بجمرة العقبة، فهي تحية منى، ثم انحروا هديكم إن كنتم قارنين أو متمتعين، أو احلقوا أو قصروا، ثم قد حل لكم بالرمي والحلق أو التقصير كل شيء ما عدا النساء، فيحل الطيب ولبس المخيط، وإذا رميتم وحلقتم وطفتم وسعيتم بالبيت فقد حل لكم كل شيء حرم عليكم بالإحرام.

وأعمال يوم النحر كما يلي: الرمي، ثم النحر، ثم الحلق، ثم الطواف، ومن قدم بعضا على بعض فلا حرج عليه.

ارموا الجمار في أيام التشريق في اليوم الحادي عشر: الأولى، ثم الوسطى، ثم العقبة، وكذلك في اليوم الثاني عشر إن تعجلتم، وإن تأخرتم فارموا اليوم الثالث عشر كسابقه، ومن شق عليه الرمي اليوم الحادي عشر، وأراد أن يجمع رمي الحادي عشر والثاني عشر في يوم واحد فإنه لا حرج عليه، لكن يقدم رمي اليوم الأول ثم يرمي جمار اليوم الثاني.

[نصائح وإرشادات وتوجيهات للحجاج]

أيها الحجاج، التزموا بآداب الإسلام وكونوا إخوانا متحابين، وليرحم بعضكم بعضا وليشفق بعضكم على بعض، واحذروا أن تكونوا فيما بينكم متعادين أو متنافرين، لتكن الرحمة والمحبة والمودة سائدة بينكم، فأنتم إخوان في ذات الله، التقيتم على محبة الله في أرض الله المباركة لتعرفوا لآداب الإسلام حقها، ليكن بعضكم محسنا لبعض، وراحما بعضكم بعضا، فأخلاق الإسلام تحرم على المسلم أن يؤذي المسلمين بلسانه ويده، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم

(١)


(١) أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الإيمان باب: من سلم المسلمون من لسانه ويده (فتح الباري ١ \ ٧٣، ح ١٠) ، ومسلم في صحيحه ١ \ ٦٥، كتاب: الإيمان، باب: بيان تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل، ح (١٤) .

<<  <   >  >>