للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وجوب احترام قدسية هذه البلاد، وتعظيم مكانتها]

إن هذه البلاد المقدسة أشرف بقعة على وجه الأرض، يجب على كل مسلم أن يحترم قدسيتها ومكانتها وفضلها، لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- فاتحا مكة -عليه الصلاة والسلام- خاف أن يظن بعض العرب أن هذه البلاد قد فقدت كرامتها وقدسيتها، فخطبهم في ذلك اليوم قائلا لهم: «إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، ولم يحرمه الناس، وإنه حرام بتحريم الله إلى يوم القيامة، لا يسفك به دم، ولا ينفر صيده، ولا يختلى خلاه، ولا تلتقط لقطته إلا لمعرف لها (١) » كل ذلك يقرر في نفوس المسلمين حرمة هذا البيت العظيم وشأنه ومكانته، فمن لم يكن في قلبه احتراما لهذا البيت وتقديرا له، فلينظر في إيمانه، فإن في إيمانه شكا.

أيها المسلمون، احذروا من دعاة السوء ودعاة الضلال الذين تسموا بالإسلام، والله يعلم أنهم برآء منه، وأنهم بعيدون عن الإسلام كل البعد، فإسلامنا -ولله الحمد- دين واضح، مبني على كتاب الله وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا نرضى به بديلا، ولا نقيم غيره مقامه، إلى أن نلقى الله عليه بتوفيق الله ورحمته، لقد أكمل الله لنا الدين وأتم لنا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٢) .

أيها المسلمون، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألغى ربا الجاهلية، وحرمها، إن الربا من كبائر الذنوب، أنزل الله في تحريمه آيات محكمات هن من


(١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب: الجزية، باب: اسم الغادر للبر والفاجر، (فتح الباري ٦ \٣٤٨، ح ٣١٨٩) ، ومسلم في صحيحه ٢ \٩٨٦، كتاب: الحج، باب: تحريم مكة وصيدها وخلاها وشجرها ولقطتها إلا لمن لمنشدها على الدوام، ح (١٣٥٣) ، ولفظهما: (إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة وإنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي ولم يحل لي إلا ساعة من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه ولا ينفر صيده ولا يلتقط إلا من عرفها، ولا يختلى خلاها)
(٢) سورة آل عمران الآية ٨٥

<<  <   >  >>