للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: ادفع قبل الغروب، بت بمزدلفة إلى أن يمضي معظم الليل، وإن شئت أكمل فصلي بها الفجر، ارمي الجمرة بعد نصف الليل، وإن أردت الكمال فبعد طلوع الشمس، انحر هديك إن كنت متمتعا أو قارنا، واحلق رأسك ثم طف بالبيت، واسع بين الصفا والمروة، وإن قدمت شيئا على شيء فلا حرج عليك، لو قدمت الحلق قبل الرمي، أو النحر قبل الرمي، أو الطواف قبل الرمي، فلا حرج عليك؛ تيسير وتسهيل من الله، بت أيها الحاج بمنى ليالي التشريق، وارمي الجمار في اليوم الحادي عشر الأولى والوسطى والعقبة بعد زوال الشمس، وكذلك في اليوم الثاني عشر، ثم ودع البيت وانصرف مقبولا منك أعمالك بتوفيق الله.

[فضل يوم عرفة]

أيها المسلمون، هذا يوم عظيم من أيام الله، هذا يوم عرفة من أفضل أيام الله وأشرفها وأجلها، يوم المباهاة، «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ (١) » إن الله يباهي عشية عرفة بأهل عرفة ملائكة السماء يقول: «انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا ضاحين يرجون رحمتي ولم يروا عذابي، أشهدكم أني قد غفرت لهم (٢) » "، «ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة، وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام (٣) » فارفعوا إلى ربكم أكف الضراعة، ادعوه مخلصين له الدين الجئوا إلى الله في محو ذنوبكم وخطاياكم سلوه الثبات على الإسلام سلوه أن يتقبل حجكم.


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٤ هـ) ، الهامش (١١)
(٢) أخرجه ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٤ هـ) ، الهامش (١٠)
(٣) أخرجه مالك في الموطأ، وعبد الرزاق في مصنفه، وسبق تخريجه في خطبة عام (١٤٠٢ هـ) ، الهامش (١٦)

<<  <   >  >>