للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذهب ما كان في قلبه، ثم التفت إلى محمد بن الحجاج، فقال: ترى أم حزرة ترويها مائة من الإبل؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين! إن كانت من فرائض كلبٍ، فلم تروها فلا أرواها الله! قال: فأمر لي بمائة فريضة. ومددت يدي، وبين يديه صحاف أربعة من فضةٍ قد أهديت إليه، فقلت: المحلب، يا أمير المؤمنين! فأخذت منها واحدة، فقال: خذها، لا بورك لك فيها.

قلت: كل ما أخذت من أمير المؤمنين مبارك لي فيه.

وهكذا فعل بالأمس عبد الملك بن مهلهل الهمداني، وكان سليمان ابن أبي جعفر قد جفاه. فأتاه يوماً في قائم الظهيرة، والهجيرة تقد. فاستأذنن فقال له الحاجب: ليس هذا بوقت إذنٍ على الأمير.

فقال له: أعلمه بمكاني.

فدخل عليه، فأعلمه، فقال له: مره يسلم قائماً ويخفف! فخرج الحاجب، فأذن له، وأمره بالتخفيف. فدخل، فسلم قائماً، ثم

<<  <   >  >>