من أصول أهل القدر، فإن عندهم لا نجاة إلا بعمل، فأما أهل السنة، فيحضون على الاجتهاد في العمل، وليس به النجاة وحده دون رحمة الله.
وقال في "السير""٥/ ٣٩٢":
قال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج، فطلبه متولي المدينة، فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده.
فعقب الحافظ الذهبي ﵀ بقوله: قلت: ولهذا ينفرد عنه داود بأشياء تستغرب، وكثير من الحفاظ عدوا تلك الإفرادات مناكير، ولا سيما إذا انفرد بها مثل ابن إسحاق ونحوه. وقال في "المسير""٥/ ٤٨٦":
عمرو بن شعيب ثقة في نفسه، وروايته عن أبيه، عن جده إما منقطعة أو مرسلة، ولا ريب أن بعضها من قبيل المسند المتصل، وبعضها يجوز أن تكون روايته وجادة أو سماعًا، فهذا محل نظر واحتمال، ولسنا ممن نعد نسخة عمرو، عن أبيه، عن جده من أقسام الصحيح الذي لا نزاع فيه من أجل الوجادة، ومن أجل أن فيها مناكير، فينبغي أن يتأمل حديثه، ويتحايد ما جاء منه منكرًا، ويروي ما عدا ذلك في السنن والأحكام محسنين لإسناده، فقد احتج به أئمة كبار، ووثقوه في الجملة، وتوقف آخرون قليلا، وما علمت أن أحدًا تركه.
وقال في "السير""٤/ ٢٠٧":
كان بين الطائفتين من أهل صفِّين ما هو أبلغ من السَّب، فإن صحَّ شيءٌ، فسبيلنا الكف والاستغفار للصحابة، ولا نحب ما شجر بينهم، ونعوذ بالله منه، ونتولى أمير المؤمنين عليًا.
وقال "٦/ ١٠٦":
كان الناس في الصدر الأول بعد وقعة صفين على أقسام: أهل سنة: وهم أولو العلم، وهم محبون للصحابة، كافون عن الخوض فيما شجر بينهم؛ كسعد، وابن عمر، ومحمد بن مسلمة، وأمم. ثم شيعة: يتوالون، وينالون ممن حاربوا عليًا، ويقولون: إنهم مسلمون بغاة ظلمة. ثم نواصب: وهم الذين حاربوا عليًا يوم صفين، ويقرون بإسلام عليٍّ وسابقيه، ويقولون: خذل الخليفة عثمان. فما علمت في ذلك الزمان شيعيًا كفر معاوية وحزبه، ولا ناصبيًا كفر عليًا وحزبه بل دخلوا في سبٍّ وبغض، ثم صار اليوم شيعة زماننا يكفرون