[الطبقة الحادية والثلاثون]
[٥٢٥٧ - ابن الصابوني]
الإمام بقية المشايخ، أبو الفتح محمود بن أحمد بن علي المحمودي الجعفري ابن الصابوني. نسب إلى جد والدته شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني الصوفي المقرئ، وكان يسكن بالجعفرية ببغداد، فنسب إليها.
ولد سنة خمس مائة تقريبًا.
وتلا بالروايات على أبي العز القلانسي.
وسمع هبة الله بن الحصين، وجماعةً، وصحب حمادًا الدباس، وعلي بن مهدي البصري، وكان له زاوية ببغداد.
روى عنه: ابنه علم الدين، وابن المفضل الحافظ، وطائفة.
وكان يلقب جمال الدين. وقيل لجده علي بن أحمد: المحمودي، لاتصاله بالسلطان محمود السلجوقي.
قدم أبو الفتح، فزاره نور الدين، وسأله الإقامة بدمشق، فقال: قصدي زيارة ضريح الشافعي، فجهزه سنة بضع وستين، في صحبة الأمير نجم الدين أيوب، وصار صديقًا له، فكان ولداه السلطانان صلاح الدين وسيف الدين يحترمان أبا الفتح، ويرعيانه.
وبعث الشيخ عمر الملاء زاهد الموصل إلى أبي الفتح هذا يطلب منه الدعاء.
مات في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمس مائة.
٥٢٥٨ - ابن الصاحب (١):
المولى الكبير، مجد الدين، هبة الله ابن الصاحب أستاذ دار المستضيء.
أحد من بلغ أعلى الرتب، وصار يولي، ويعزل، وأظهر الرفض، ثم ولي حجابة باب النوبي، ولم يزل في ارتقاء حتى قتل، وعلق رأسه ببغداد.
خلف تركة ضخمةً فيها من العين ألف ألف دينار، ومن الفضة جملة، ومن الأمتعة والعقار ما لا يوصف، فتركت الأملاك لأولاده.
طلب إلى دار الخلافة، فوثب عليه الشحنة ياقوت في الدهليز، فقتله، وكان قد تمرد، وسفك الدماء، وسب الصحابة، وعزم على قلب الدولة، فقصمه الله.
(١) ترجمته في العبر "٤/ ٢٥١"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ٢٧٥".