للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٨٣ - ابن هبيرة (١):

لوزير الكامل، الإمام العالم العادل، عون الدين، يمين الخلافة، أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة بن سعيد بن الحسن بن جهم، الشيباني الدوري العراقي الحنبلي، صاحب التصانيف.

مولده بقرية بني أوقر من الدور أحد أعمال العراق في سنة تسع وتسعين وأربع مائة.

ودخل بغداد في صباه، وطلب العلم، وجالس الفقهاء، وتفقه بأبي الحسين بن القاضي أبي يعلى والأدباء، وسمع الحديث، وتلا بالسبع، وشارك في علوم الإسلام، ومهر في اللغة، وكان يعرف المذهب والعربية والعروض، سلفيًا أثريًا، ثم إنه أمضه الفقر، فتعرض للكتابة، وتقدم، وترقى، وصار مشارف الخزانة، ثم ولي ديوان الزمام للمقتفي لأمر الله، ثم وزر له في سنة (٥٤٤)، واستمر ووزر من بعده لابنه المستنجد.

وكان دينًا خيرًا متعبدًا عاقلًا وقورًا متواضعًا، جزل الرأي، بارًا بالعلماء، مكبًا مع أعباء الوزارة على العلم وتدوينه، كبير الشأن، حسنة الزمان.

سمع أبا عثمان بن ملة، وهبة الله بن الحصين، وخلقًا بعدهما.

وسمع الكثير في دولته، واستحضر المشايخ، وبجلهم، وبذل لهم.

قال ابن الجوزي: كان يجتهد في اتباع الصواب، ويحذر من الظلم ولا يلبس الحرير، قال لي: لما رجعت من الحلة، دخلت على المقتفي، فقال لي: ادخل هذا البيت، وغير ثيابك، فدخلت، فإذا خادم وفراش معهم خلع الحرير، فقلت: والله ما ألبسها. فخرج الخادم،


(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "١٠/ ترجمة ٣٠٦"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٦/ ترجمة ٨٠٧"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٣٦٩ - ٣٧٠"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ١٩١ - ١٩٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>