للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ناداني شيء يهتف بي ولا أراه: تمسك بي شديداً فمددت يدي فوقعت على شيء خشن فتمسكت به فعلا وطرحني فتأملت فوق الأرض فذا هو سبع فلما رأيته لحقني شيء فهتف بي هاتف: يا أبا حمزة استنقذناك من البلاء بالبلاء وكفيناك ما تخاف بما تخاف.

وقيل: أن أبا حمزة تكلم يوماً على كرسيه ببغداد وكان يذكر الناس فتغير عليه حاله وتواجد فسقط عن كرسيه فمات بعد أيام. نقل الخطيب وفاته في سنة تسع وستين ومئتين. وأما السلمي فقال: توفي سنة تسع وثمانين ومئتين. قلت: تصحفت واحدة بالأخرى والصواب: ستين لا ثمانين.

وكذا ورخه ابن الأعرابي وقال: جاء من طرسوس فاجتمعوا عليه ببغداد وما زال مقبولاً حضر جنازته أهل العلم والنسك وغسله جماعة من بني هاشم وقدم الجنيد في الصلاة عليه فامتنع فتقدم ولده وكنت بائتاً في مسجده ليلة موته فأخبرت أنه كان يتلو حزبه حتى ختم تلك الليلة.

وكان صاحب ليل مقدماً في علم القرآن وخاصة في قراءة أبي عمرو وحملها عنه جماعة وكان سبب علته أن الناس كثروا فأتي بكرسي فجلس ومر في كلامه شيء اعجبه فردده وأغمي عليه فسقط وقد كان هذا يصيبه كثيراً فانصرف بين اثنين يوم الجمعة فتعلل ودفن في الجمعة الثانية بعد الصلاة وهو أول من تكلم في صفاء الذكر وجمع الهم والمحبة والشوق والقرب والأنس على رؤوس الناس وهو مولى لعيسى بن أبان القاضي وقد سمعته غير مرة يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يا صوفي ما تقول في هذه المسألة.

٢٣١٦ - الموفق (٣٧١)

ولي عهد المؤمنين الأمير الموفق أبو أحمد طلحة ومنهم من سماه: محمدا ابن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد الهاشمي العباسي أخو الخليفة المعتمد وولي عهده ووالد أمير المؤمنين المعتضد وأمه أم ولد. ولد سنة تسع وعشرين ومئتين.


(٣٧١) ترجمته في تاريخ بغداد (٢/ ١٢٧)، والمنتظم لابن الجوزي (٥/ ١٢١)، والعبر (٢/ ٣٩)، والوافى بالوفيات لصلاح الدين الصفدي (٢/ ٢٩٤)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢/ ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>