ابن محمد بن سليمان الحافظ العالم المحدث المفيد، أبو مسعود الأصبهاني الملنجي.
ولد في رمضان سنة سبع وتسعين وثلاث مائة.
وسمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبا بكر بن مردويه، وابن جولة الأبهري، وأبا سعد أحمد بن محمد الماليني، وأبا سعيد محمد بن علي النقاش، وأبا نعيم، وعدة، وببغداد أبا علي بن شاذان، وأبا بكر البرقاني، وأبا القاسم بن بشران، وابن طلحة المنقي، وأبا القاسم الحرفي، ونظرائهم، وكتب الكثير، وجمع وصنف.
سمع منه أبو نعيم شيخه.
وحدث عنه: أبو بكر الخطيب -وهو أكبر منه- وإسماعيل بن محمد التيمي، وأحمد بن عمر الغازي، وهبة الله بن طاوس المقرئ، وأبو سعد البغدادي، ومحمد بن طاهر الطوسي، وشرف بن عبد المطلب الحسيني، ومحمد بن عبد الواحد المغازلي، ورجاء بن حامد المعداني، وأبو جعفر محمد بن حسين الأصبهاني، ومسعود بن الحسن الثقفي، وآخرون.
قال السمعاني: كانت له معرفة بالحديث، جمع الأبواب، وصنف التصانيف، وخرَّج على "الصحيحين"، سألت أبا سعد البغدادي عنه، فقال: لا بأس به، ووصفه بالرحلة والجمع، والكثرة، كان يملي علينا، فقال سائل يطلب، فقال سليمان: من شؤم السائل أن يسأل أصحاب المحابر. وسألت إسماعيل الحافظ عنه، فقال: حافظٌ، وأبوه حافظ.
قال أبو عبد الله الدقاق في "رسالته": سليمان الحافظ له الرحلة والكثرة، ووالده إبراهيم يعرف بالفهم والحفظ، وهما من أصحاب أبي نعيم، تُكلم في إتقان سليمان، والحفظ هو الإتقان، لا الكثرة.
وقال أبو سعيد البغدادي: شنع عليه أصحاب الحديث في جزء ما كان له به سماع، وسكت أنا عنه.
قلتُ: الرجل في نفسه صدوق، وقد يهم، أو يترخص في الرواية بحكم الثبت.
وقال يحيى بن منده: في سماعه كلام، سمعت من ثقات أن له أخًا يسمى إسماعيل أكبر منه، فحك اسمه، وأثبت اسم نفسه، وهو شيخ شره لا يتورع، لحان وقاح.
(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "٩/ ٧٩"، وتذكرة الحفاظ "٣/ ترجمة ١٠٣١"، وميزان الاعتدال "٢/ ١٩٥"، ولسان الميزان "٣/ ٧٦"، وشذرات الذهب لابن العماد "٣/ ٣٧٧".