للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٣٤ - خوارزمشاه (١):

السلطان الكبير علاء الدين خوارزمشاه محمد ابن السلطان خوارزمشاه إيل رسلان ابن خوارزمشاه أتسز ابن الأمير محمد بن نوشتكين الخوارزمي.

قال ابن واصل: نسب علاء الدين ينتهي إلى إيلتكين مملوك السلطان ألب أرسلان بن جغريبك السلجوقي.

قلت: قد سقت من أخباره في "التاريخ الكبير" في الحوادث، وأنه أباد ملوكًا، واستولى على عدة أقاليم، وخضعت له الرقاب، وقد حارب الخطا غير مرة، فانهزم جيشه في نوبة وثبت هو، فأسر هو وأمير؛ أسرهما خطائي، فصير نفسه مملوكًا لذلك الأمير، وبقي يقف في خدمته، فقال الأمير للخطائي: ابعث رسولك مع غلامي هذا إلى أهلي ليرسلوا مالًا في فكاكي، ففعل وتمت الحيلة، وعاد خوارزمشاه إلى ملكه، ثم عرف الخطائي فسار مع ذلك الأمير إلى خدمة السلطان فأكرمه وأعطاه أشياء.

قال عز الدين علي ابن الأثير: كان صبورًا على التعب وإدمان السير، غير متنعم ولا متلذذ، إنما نهمته الملك، وكان فاضلًا، عالمًا بالفقه والأصول، مكرمًا للعلماء يحب مناظرتهم، ويتبرك بأهل الدين، قال لي خادم الحجرة النبوية: أتيته فاعتنقني، ومشى لي وقال: أنت تخدم حجرة النبي ? قلت: نعم، فأخذ يدي وأمرها على وجهه، وأعطاني جملة.

قال سبط الجوزي: أفنى ملوك خراسان وما وراء النهر، وأخلى البلاد واستقل بها فكان سببًا لهلاكه، ولما نزل همذان كاتب ابن القمي نائب الوزارة أمراءه ووعدهم بالبلاد، فراموا قتله، فعرف وسار إلى مرو وكان معه من الخطا سبعون ألفًا، وكان خاله منهم، فنم عليه فاختفى فنهبوا خزائنه، فيقال: كان فيها عشرة آلاف ألف دينار، وله عشرة آلاف مملوك، فركب إلى جزيرة هاربًا.

قلت: تسلطن في سنة (٥٩٦).

وقال الموفق: كان أبوه تكش أعور قميئًا، كثير اللعب بالملاهي، بعث برأس طغرل إلى بغداد، وطلب السلطنة، فتحركت الخطا، فاحتاج أن يرد خوارزم، فتولى بعده ابنه محمد، وكان محمد شجاعًا، شهمًا، مغوارًا، غزاء، سعيدًا، يقطع المسافات الشاسعة بسرعة، وكان


(١) ترجمته في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٢٤٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>