للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٨٢ - الخبيث (١):

هو طاغية الزنج، علي بن محمد بن عبد الرحمن العبدي، من عبد القيس.

افترى وزعم أنه من ولد زيد بن علي العلوي، وكان منجمًا طرقيًّا ذكيًّا حروريًّا ماكرًا داهية منحلًا على رأي فجرة الخوارج يتستر بالأنتماء إليهم، وإلا فالرجل دهري فيلسوف زنديق.

ظهر بالبصرة، واستغوى عبيد الناس، وأوباشهم فتجمع له كل لص، ومريب وكثروا فشد بهم أهل البصرة، وتم له ذلك واستباحوا البلد، واسترقوا الذرية، ومكوا فنتدب لحربهم عسكر المعتمد فالتقى الفريقان، وانتصر الخبيث، واستفحل بلاءه، وطوى البلاد وأباد العباد وكاد أن يملك بغداد، وجرت بينه، وبين الجيش عدة مصافات، وأنشأ مدينة سماها: المختارة في غاية الحصانة، وزاد جيشه على مئة ألف، ولولا زندقتة ومروقة لاستولى على الممالك.

وقد سقت من فتنته في دولة المعتمد، وكانت أيامه أربع عشرة سنة.

قال نفطويه: كان أولًا بواسط، وربما كتب العوذ فأخذه محمد بن أبي عون فحبسه ثم أطلقه فما لبث أن خرج، واستغوى الزنج يعني: عبيد الناس والذين يكسحون ويزبلون فصار من أمره ما صار، وخافته الخلفاء ثم أظفرهم الله به بعد حروب تشيب النواصي.

وقتل ولله الحمد في سنة سبعين ومئتين في صفر، وله ثمأن وأربعون سنة.

ولو أفردت أخباره ووقائعه لبلغت مجلدًا وكان مفرط الشجاعة جريًا داهية قد استوعب ابن النجار سيرته.

رئي أبوه أنه بال في مسجد رسول الله بولة أحرقت نصف الدنيا.

وكانت أم الخبيث تقول: لم يدع ابني أحدا عنده علم بالري حتى خالطهم ثم خرج إلى خراسان فغاب عني سنتين، وجاء ثم غاب عني غيبته التي خرج فيها فورد علي كتابه من البصرة وبعث إلي بمال فلم أقبله لما صح عندي من سفكه للدماء، وخرابه للمدن.

قلت: وكان أبوه داهية شيطانًا كولده فقال علي: مرضت وأنا غلام فجلس أبي يعودني وقال لأمي: ما خبره قالت: يموت قال: فإذا مات من يخرب البصرة قال: فبقي ذاك في قلبي.


(١) ترجمته في شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٢/ ١٥٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>