الوزير الكبير مؤيد الدين محمد بن محمد بن عبد الكريم الكاتب.
قدم بغداد وصحب ابن القصاب، ثم ابن مهدي، فلما مات كاتب السر ابن زبادة رتب القمي مكانه، فلم يغير زيه؛ القميص والشربوش، على قاعدة العجم، ثم ناب في الوزارة، ولم يزل في ارتقاء حتى إن الناصر كتب بخطه: القمي نائبنا في البلاد والعباد، فقرئ ذلك عامًا، فلما استخلف الظاهر، رفعه، وحكمه في العباد.
وكان كاتبًا، بليغًا، مرتجلًا، سائسًا، وقورًا، جبارًا، شديد الوطأة.
نكب في سنة تسع وعشرين وست مائة، وسجن هو وابنه فهلكا سنة ثلاثين.
٥٦٥٩ - ابن نقطة (١):
الإمام العالم الحافظ المتقن الرحال معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع بن أبي نصر البغدادي، الحنبلي.
ولد بعد السبعين وخمس مائة.
وكان أبوه من الزهاد، فعني أبو بكر بالحديث، وجمع، وألف.
سمع من يحيى بن بوش، وفاته ابن كليب، ثم طلب في سنة ست مائة وبعدها. وسمع من أبي أحمد بن سكينة، وأبي الفتح المندائي، وابن طبرزد، وعبد الرزاق الجيلي، وابن
(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٤/ ترجمة ٦٦٠"، وتذكرة الحفاظ "٤/ ترجمة ١١٣٣"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "٦/ ٢٧٩"، وشذرات الذهب "٥/ ١٣٣، ١٣٤".