للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٤١٠ - المُظَفَّر بن الأفْطَس (١):

سلطان الثغر الشمالي من الأندلس، ودار ملكه بطليوس.

كان رأسًا في العلم والأدب والشجاعة والرأي، فكان مناغرًا للروم، شجىً في حلوقهم، لا ينفس لهم مخنقًا، ولا يوجد لهم إلى الظهور عليه مرتقى، وله آداب تغير سراياها، فتسبي عذارى معان لا تعشق المحامد إلَّا إياها، ألفاظ كالزلزال، وأغراض أبعد من الهلال، رائق النظم، ذكي النور، رصيف المعاني، شاهق الغور، وله تأليف كبير في الآداب على هيئة "عيون الأخبار" لابن قتيبة، يكون عشر مجلدات، ومن نثره وقد غنم بلاد شلمنكة وهي مجاورته، فكتب إلى المعتمد بالله يفخر، وينكت عليه بمسالمته للروم، فقيل: إنه حصل من هذه الغزوة ألف جارية حسناء من بنات الأصفر: من يصد صيدًا فليصد كما صيدي، صيدي الغزالة من مرابض الأسد. أيها الملك إن الروم إذا لم تغز غزت، ولو تعاقدنا تعاقد الأولياء المخلصين فللنا حدهم، وأذللنا جدهم، ورأي السيد المعتمد على الله سراج تضيء به ظلمات المنى.

وللمظفر تفسير للقرآن.

وكان مع استغراقه في الجهاد لا يفتر عن العلم، ولا يترك العدل، صنع مدرسةً يجلس


(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٧/ ١٢٣"، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي "٣/ ٣٢٣".

<<  <  ج: ص:  >  >>