الإمام الحافظ البارع الناقد، أبو العباس، أحمد بن أبي الليث نصر بن محمد النصيبي المصري، نزيل نيسابور، وصاحب التصانيف.
قال أبو عبد الله الحاكم: هو باقعة في الحفظ، شُبِّهَت مذاكرته بالسحر، وكان يتقشَّف، ويجالس الصالحين، ثم ذهب إلى ما وراء النهر، وأقبل على الأدب والشعر، ودخل في الأعمال السلطانية، ثم اجتمعتُ به هناك، وحفظه كما كان، فكنت أتعجَّب منه.
سمع بمصر أصحاب يونس بن عبد الأعلى، وأحمد ابن أخي ابن وهب، وبالشام أبا هاشم الكناني، وأحمد بن عبد الرحيم القيسراني، وبالعراق أبا عبد الله الحكيمي، وإسماعيل الصفَّار، وبنيسابور أبا العباس الأصمّ.
مات في سنة ست وثمانين وثلاث مائة.
قلت: روى عنه الحاكم والقدماء، ورأيت تصنيفًا في السنن مخرومًا أظنه له، وما أحسب أنه وقع لي شيء من حديثه إلَّا أن يكون بإجازة.
وفيها مات معه: أبو حامد أحمد بن المزكِّي أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، والمسند أبو حامد أحمد بن عبد الله بن نعيم النعيمي السرخسي، ومؤرِّخ مصر العلَّامة أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن زولاق المصري عن ثمانين سنة -لقي الطحاوي ونحوه- وشيخ القراء بمصر أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون السامري في المحرم، والشيخ أبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن جميل الأصبهاني راوي مسند أحمد بن منيع، سمعه من جده عنه، ومسند العراق أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي السكري الصيرفي في شوال، وشيخ الشافعية أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الجرجاني المعروف بالخَتَن -يعني: ختن الإسماعيلي- والقدوة الواعظ أبو طالب محمد بن علي بن عطية المكي صاحب "القوت"، وصاحب مصر العزيز بالله نزار بن المعز معد العبيدي الرافضي، وعالم المغرب أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي.
(١) ترجمته في تذكرة الحفاظ "٣/ ترجمة ٩٤٧"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٣/ ١٢٢".