للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسير يوماً إذ بصر بمحامل هؤلاء فقال للواسطي: من هؤلاء قال: أهل دمشق قال: وفي الأحياء هم إذا نزلت فاذكرني بهم.

قال ابن صالح: فحدثنا أبو زرعة الدمشقي قال: فلما نزل أحضرنا بعد أن فكت القيود وأوقفنا مذعورين فقال: أيكم القائل: قد نزعت أبا أحمق قال: فربت ألسنتنا حتى خيل إلينا أننا مقتولون فأما أنا: فأبلست وأما ابن عبد الصمد: فخرس وكان تمتاماً وكان أبو زرعة القاضي أحدثنا سناً فقال: أصلح الله الأمير فالتفت إليه الواسطي فقال: أمسك حتى يتكلم أكبر منك ثم عطف علينا وقال: ماذا عندكم فقلنا: أصلحك الله هذا رجل متكلم يتكلم عنا قال: تكلم: فقال: والله ما فينا هاشمي ولا قرشي صحيح ولا عربي فصيح ولكنا قوم ملكنا حتى قهرنا.

وروى أحاديث كثيرة عن النبي في السمع والطاعة في المنشط والمكره وأحاديث في العفو والإحسان وكان هو الذي تكلم بالكلمة التي نطالب بخزيها ثم قال: أصلح الله الأمير وأشهدك أن نسواني طوالق وعبيدي أحرار ومالي حرام إن كان في هؤلاء القوم أحد قال هذه الكلمة ورءانا عيال وحرم وقد تسامع الناس بهلاكنا وقد قدرت وإنما العفو بعد المقدرة.

فقال للواسطي: يا أبا عبد الله أطلقهم لا كثر الله في الناس مثلهم. فأطلقنا فاشتغلت أنا ويزيد بن عبد الصمد عند عثمان بن خرزاذ في نزه أنطاكية وطيبها وحماماتها وسبق أبو زرعة القاضي إلى حمص. قال ابن زبر والدمشقيون: مات أبو زرعة النصري سنة إحدى وثمانين ومئتين وغلط من قال: سنة ثمانين.

٢٣٦٣ - الشعراني (٤٤٠)

الإمام الحافظ المحدث الجوال المكثر أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان ابن الملك باذان صاحب اليمن الذي أسلم بكتاب رسول الله الخراساني النيسابوري الشعراني عرف بذلك لكونه كان يرسل شعره وهو من قرية ريوذ: من معاملة بيهق.

سمع بمصر: سعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح وسعيد بن عفير وطبقتهم وبالبصرة: سليمان بن حرب وسهل بن بكار وقيس ابن حفص وعدة وبالكوفة: أحمد


(٤٤٠) ترجمته في تذكرة الحفاظ (٢/ترجمة ٦٥٤)، واللباب لابن الأثير (٢/ ١٩٩)، والمنتظم لابن الجوزي (٥/ ١٥٥)، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي (٢/ ١٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>