للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٠٦٠ - مسعود (١):

السلطان الكبير، غياث الدين، أبو الفتح، مسعود بن السلطان محمد ابن السلطان ملكشاه السلجوقي.

نشأ بالموصل مع أتابك مودود، ورباه، ثم مع آقسنقر البرسقي، ثم مع خوش بك صاحب الموصل، فلما مات والده، حسن له خوشبك الخروج على أخيه محمود، فالتقيا، فانكسر مسعود، ثم تنقلت به الأحوال، واستقل بالسلطنة في سنة (٥٢٨)، وقدم بغداد.

قال ابن خلكان: كان عادلًا لينًا، كبير النفس، فرق مملكته على أصحابه، وما ناوأه أحد إلَّا وظفر به، وقتل خلقًا من كبار الأمراء والخليفتين الراشد والمسترشد، لأنه وقع بينه وبين المسترشد لاستطالة نواب مسعود على العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فبرز لحربه، فجيش مسعود بهمذان، فالتقيا، فانكسر جيش المسترشد، وأسر في عدة من أمرائه، وطاف بهم مسعود بأذربيجان، وقتل الخليفة بمراغة، وأقبل مسعود على اللذات والبطالة، وحدث له علة الغثيان مدة، وجرت بينه وبني عمه سنجر منازعة، ثم تصالحا.

قال ابن الأثير: كان كثير المزاح، حسن الخلق، كريمًا، عفيفًا عن أموال الرعية، من أحسن السلاطين سيرةً، وألينهم عريكةً.

قلت: أبطل مكوسًا ومظالم كثيرةً، وعدل، واتسع ملكه، وكان يميل إلى العلماء والصالحين، ويتواضع لهم.


(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "١٠/ ترجمة ٢٣١"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٥/ ترجمة ٧٢٠"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ٣٠٣"، وشذرات الذهب لابن العماد "٤/ ١٤٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>