للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٠ - وسهيل بن عمرو أبوهما (١):

يكنى أبا يزيد. وكان خطيب قريش وفصيحهم ومن أشرافهم لما أقبل في شأن الصلح قال النبي : "سهل أمركم" (٢).

تأخر إسلامه إلى يوم الفتح ثم حسن إسلامه وكان قد أسر يوم بدر وتخلص قام بمكة وحض على النفير وقال يا آل غالب! أتاركون أنتم محمدًا والصباة (٣) يأخذون عيركم? من أراد مالًا فهذا مال ومن أراد قوةً فهذه قوة وكان سمحًا جوادًا مفوهًا وقد قام بمكة خطيبًا عند وفاة رسول الله بنحو من خطبة الصديق بالمدينة فسكنهم وعظم الإسلام.

قال الزبير بن بكار: كان سهيل بعد كثير الصلاة والصوم والصدقة خرج بجماعته إلى الشام مجاهدًا ويقال أنه صام وتهجد حتى شحب لونه وتغير وكان كثير البكاء إذا سمع القرآن وكان أميرًا على كردوس (٤) يوم اليرموك.

قال المدائني وغيره: استشهد يوم اليرموك وقال الشافعي والواقدي مات في طاعون عمواس.

حدث عنه يزيد بن عميرة الزبيدي وغيره.


(١) ترجمته في طبقات ابن سعد "٣/ ٤٠٥، ٤٠٦" و"٧/ ٤٠٤ - ٤٠٥" و"٨/ ٢٦٢"، والجرح والتعديل "٢/ ق ١/ ٢٤٥"، والتاريخ الكبير "٢/ ق ٢/ ١٠٣ - ١٠٤"، والإصابة "٢/ ترجمة رقم "٣٥٧٣".
(٢) صحيح: أخرجه البخاري "٢٧٣١، ٢٧٣٢"، في جزء من حديث طويل من طريق أيوب، عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو، وقال النبي : "قد سهل لكم من أمركم".
(٣) الصباة: بغير همز، كأنه جمع الصابي غير مهموز، كقاض وقضاة وغاز وغزاة. وكانت العرب تسمي النبي ، الصابئ؛ لأنه خرج من دين قريش إلى الإسلام، ويسمون من يدخل في دين الإسلام مصبوا؛ لأنهم كانوا لا يهمزون، فأبدلوا من الهمزة واوا، ويسمون المسلمين الصباة، بغير همز.
(٤) الكردوس: هي القطعة العظيمة من الخيل والجيش، والجمع كراديس، والكراديس، الفرق منهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>