وكان فارسًا شجاعًا مهيبًا سائسًا شديد الوطأة، جوادًا ممدحًا مبذرًا شاعرًا مجودًا له أخبار في حرب بابك، وولي إمرة دمشق للمعتصم، وقد دخل وهو أمرد على الرشيد فسلم فقال: لا سلم الله عليك أفسدت الجبل علينا يا غلام قال: فأنا أصلحه أفسدته يا أمير المؤمنين، وأنت علي أفأعجز عن صلاحه، وأنت معي؟! فأعجبه، وولاه الجبل فلما خرج قال: أرى غلامًا يرمي من وراء همة بعيدة.
ومن جيد نظمه:
أيها الراقد المؤرق عيني … نم هنيئا لك الرقاد اللذيذ
علم الله أن قلبي مما … قد جنت مقلتاك فيه وقيذ
وقيل: إنه فرق في يوم أموالًا عظيمة، وأنشد لنفسه:
كفاني من مالي دلاص وسابح … وأبيض من صافي الحديد ومغفر
وله أخبار في الكرم والفروسية.
وكان موته: ببغداد في سنة خمس، وعشرين ومائتين وفي ذريته أمراء وعلماء.