(٢) الحاجر: قرية على خمسة أميال من المدينة. (٣) يقول محمد أيمن الشبراوي: إن دعاء بعض الناس عند قبور الأولياء الصالحين التماسا لإجابة الدعاء بدعة منكرة تفضي إلى الشرك؛ لأن الداعي سيظن أن إجابة دعائه بسبب دعائه عند المقبور، وتزلفه إليه بوقوفه بجوار قبره عند الدعاء، وقد نهى الله ﷿ ورسوله عن اتخاذ الوسطاء بينهم وبينه ﷾ في الدعاء فقال ﷾: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: ١٨٦]، فلم يوسط أحدا من الخلق بين العباد وبينه سبحانه، بل إنه سيبجيبهم إذا دعوه، بخلاف السؤال عما يجهله العباد فقد وسط الله -جل وعز- رسوله ومصطفاه ﷺ فقال ﷿: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: ١٨٩]، فوسط الله رسوله ﷺ في إجابتهم عما يجهلونه. وقال ﷾: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ﴾ [البقرة: ٢١٧]، وقال ﷿: ﴿يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ [البقرة: ٢١٧]، وقال سبحانه ﴿وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، وهكذا في كل ما يجهله العباد وسط الله رسوله لإجابة العباد عما يسألونه، أما في الدعاء فقد رفع الله الوساطة بينه وبين عباده، ولو كان هذا الوسيط أفضل الخلق ﷺ فلا وساطة في الدعاء كما قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: ٢١٧]، فحقيق بكل مسلم يريد النجاة في الآخرة من نار جهنم ألا يجعل بينه وبين ربه وسطاء، ولو كان أفضل الخق ﷺ، ولا يتزلف إليه سبحانه فدعائه عند أحد من المقبورين، ولو كان قبر صفية ﷺ، فالحذر الحذر أيها المسلمون من اتخاذ الوسطاء في الدعاء، والحذر الحذر من دعاء الله سبحانه عند قبر أحد من الصالحين، ولو كان سيد الخلق ﷺ.