للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٧٨ - السيد الحِمْيَرِي (١):

من فحول الشعراء، لكنه رافضي جلد. واسمه: أبو هاشم إسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة الحميري. له: مدائح بديعة في أهل البيت، كان يكون بالبصرة، ثم ببغداد.

قال الصولي: الصحيح أن جده ليس بيزيد بن مُفَرِّغ (٢) الشاعر. وقيل: كان طُوالا، شديد الأدمة.

قيل: إن بشارًا قال له: لولا أن الله شغلك بمدح أهل البيت، لافتقرنا.

وقيل: كان أبواه ناصبيين (٣)، ولذلك يقول:

لعن الله والدي جميعًا … ثم أصلهما عذاب الجيحم

حكما عدوة كما صليا الفجـ … ـر بلعن الوصي باب العلوم

لعنا خير من مشى فوق ظهر الـ … أرض أو طاف محرمًا بالحطيم (٤)

وكان يرى رأي الكيسانية (٥) في رجعة ابن الحنفية إلى الدنيا. وهو القائل:

بان الشباب ورق عظمي وانحنى … صدر القناة وشاب مني المفرق

يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى … وبنا إليه من الصبابة أولق (٦)

حتى متى? وكم المدى … يا ابن الوصي وأنت حي ترزق

فقيل: إنه اجتمع بجعفر الصادق، فبين له ضلالته، فتاب.

وقال ابن جرير في "الملل والنحل": إن السيد كان يقول بتناسخ الأرواح.

قيل: توفي سنة ثلاث وسبعين ومائة. وقيل: سنة ثمان وسبعين ومائة. ونظمه في الذروة، ولذلك حفظ ديوانه أبو الحسن الدارقطني.


(١) ترجمته في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني "٧/ ٢٢٩"، وفيات الأعيان لابن خلكان "٦/ ص ٣٤٣"، فوات الوفيات لمحمد بن شاكر الكتبي "١/ ١٨٨"، لسان الميزان "١/ ٤٣٦".
(٢) هو: يزيد بن زياد بن ربيعة، لقب بمفرغ؛ لأنه راهن أنه يشرب عُسًا من لبن فشربه حتى فرغه، وهو شاعر غزل محسن، توفي سنة ٦٩، وهو صاحب البيت السائر:
العبد يقرع بالعصا
والحر تكفيه الإشارة
ترجمته في خزانة الأدب للبغدادي "٢/ ٢١٣"، وفيات الأعيان لابن خلكان "٦/ ٣٤٢"، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني "٨/ ١٨٠".
(٣) الناصبة: قوم يتدينون ببغض علي .
(٤) هو: ما بين الركن والباب، سمي بذلك لانحطام الناس فيه، أي ازدحامهم.
(٥) الكيسانية: هم أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي قام بثأر الحسين بن علي بن أبي طالب وقتل أكثر الذين قتلوا حسينا بكربلاء، وكان المختار يقال له: كيسان، وقيل: إنه أخذ مقالته عن مولى لعلي كان اسمه: كيسان. وافترقت الكيسانية فرقا يجمعها شيئان: أحدهما: قولهم بإمامة محمد بن الحنفية وإليه كان يدعو المختار بن أبي عبيد. والثاني: قولهم بجواز البداء على الله ﷿ ولهذه البدعة قال بتكفيرهم كلُّ من لا يجيز البداء على الله سبحانه.
(٦) الشِعْب: ما انفرج بين جبلين: ورضوى: جبل منيف ذو شعاب وأودية. وهو من ينبع على مسيرة يوم، ومن المدينة على سبع مراحل، وهو المكان الذي تزعم الكيسانية أن محمد بن الحنفية به مقيم حي يرزق. والأولق: شبه الجنون. والبيتان في تاريخ الإسلام "٣/ ٢٩٥"، ومروج الذهب للمسعودي "٢/ ٢٠١".

<<  <  ج: ص:  >  >>