الشيخ الإمام المقرئ المعمر مسند خراسان رضي الدين أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد بن أبي صالح الطوسي، ثم النيسابوري.
ولد سنة أربع وعشرين وخمس مائة.
وسمع "صحيح مسلم" في سنة ثلاثين من الفراوي. وسمع "صحيح البخاري" من: وجيه، وأبي المعالي الفارسي، وعبد الوهاب بن شاه. و"الموطأ" من: هبة الله السيدي سوى الفوت العتيق، وسمع "تفسير الثعلبي" من: عباسة العصاري، وأكثر "الوسيط" للواحدي من عبد الجبار الخواري، و"الغاية" لابن مهران من زاهر بن طاهر، و"الأربعين" للحسن بن سفيان من فاطمة بنت زعبل، و"جزء ابن نجيد"، وأشياء تفرد بها، ورحل إليه من الأقطار. وكان ثقة، خيرًا، مقرئًا جليلًا.
حدث عنه: العلامة جمال الدين محمود ابن الحصيري، وابن الصلاح، والقاضي الخوئي، وابن نقطة، والبرزالي، وابن النجار، والضياء، والموسي، والصريفيني، والمجد الإسفراييني، وعلي بن يوسف الصوري، وشمس الدين البيلقاني، ومفضل القرشي، وأحمد ابن عمر الباذبيني، والكمال بن طلحة، وخلق.
وبالإجازة تاج الدين العصروي، وابن عساكر، وعبد الواسع الأبهري، وزينب الكندية.
توفي في العشرين من شوال، سنة سبع عشرة وست مائة.
وقد أجاز له من بغداد قاضي المارستان، وأبو منصور القزاز.
وفيها مات: الزاهد الشيخ عبد الله اليونيني، وعبد الرحمن بن أحمد بن هدية الوراق، والمحدث عبد العزيز بن هلالة، وعبد العظيم بن عبد اللطيف الشرابي، وأمير مكة قتادة بن إدريس الحسني، وخوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش، وصاحب حماة المنصور بن محمد بن تقي الدين عمر، ووزير العراق النصير بن مهدي العجمي، والأمير عماد الدين ابن المشطوب.
حكى الأشرف أحمد ابن القاضي الفاضل: حدثني المحب عبد العزيز بن هلالة، قال: رأيت كأن المؤيد الطوسي قد مات ودفناه، فلما انصرف الناس وشق القبر وخرج منه النار وهو ينادي: يا محب ما تبصر ما أنا فيه? قلت: ولم يفعل بك هذا? قال: لأخذ الذهب على حديث رسول الله ﷺ. ثم حدث المحب بمنام رآه لابن طبرزذ هو في "تاريخ ابن العديم".
(١) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان "٥/ ترجمة ٧٥٢"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٦/ ٢٥١"، وشذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٧٨".