للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٥٤٣ - ابن الموصلايا (١):

المنشئ البليغ، ذو الترسل، الفائق، أمين الدولة، أبو سعد العلاء ابن حسن بن وهب البغدادي.

كان نصرانيًا، فأسلم على يد المقتدي، وله باعٌ مديدٌ في النظم والنثر، عمر دهرًا، وأضر، بعد أن كتب الإنشاء نيفًا وستين سنة، ولما أسلم كان قد شاخ، وقد ناب في الوزارة غير مرة، وكان أفصح أهل زمانه، وفيه مكارم وآدابٌ وعقل.

مات فجأةً، وكان كثير الصدقات، وقف أملاكه، أسلم لما ألزمت الذمة بلبس الغيار.

توفي سنة سبع وتسعين وأربع مائة، وخلفه في كتابة الإنشاء ابن أخته العلامة أبو نصر.

٤٥٤٤ - الطَّلاَّعي (٢):

الشيخ الإمام، العلامة القدوة، مفتي الأندلس، ومحدثها، أبو عبد الله محمد بن الفرج القرطبي المالكي، مولى محمد بن يحيى بن الطلاع. ولد سنة أربع وأربع مائة.

قال ابن بشكوال: هو بقية الشيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته.

حدث عنه: يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، وأبي عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وأبي عمرو المرشاني، ومعاوية بن محمد العقيلي، وأبي عمر بن القطان.

وكان فقيهًا، حافظًا للفقه، حاذقًا بالفتوى، مقدمًا في الشورى، وفي علل الشروط، مشاركًا في أشياء من العلم حسنة، مع دينٍ، وخيرٍ، وفضلٍ، وطول صلاة، قوالًا للحق وإن أوذي، لا تأخذه في الله لومة لائم، معظمًا عند الخاصة والعامة، يعرفون له حقه، ولي الصلاة بقرطبة، وكان مجودًا لكتاب الله، أفتى وحدث وعمر، وصارت الرحلة إليه، ألف كتابًا في أحكام النبي ، قرأته على أبي عنه.

وقال القاضي عياض: كان صالحًا، قوالًا للحق، شديدًا على المبتدعة، شوور عند موت ابن القطان إلى أن دخل المرابطون، فأسقطوه من الفتيا لتعصبه عليهم.


(١) ترجمته في المنتظم لابن الجوزي "٩/ ١٤١"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٣/ ٤٨٠"، والنجوم الزاهرة لابن تغري بردي "٥/ ١٨٩".
(٢) ترجمته في الصلة لابن بشكوال "٢/ ٥٦٤"، والعبر "٣/ ٣٤٩"، والديباج المذهب لابن فرحون المالكي "٢/ ٢٤٢"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٣/ ٤٠٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>