للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٩١ - الحريري (١):

العلامة البارع، ذو البلاغتين، أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الحرامي الحريري، صاحب "المقامات".

ولد بقرية المشان من عمل البصرة.

وسمع من: أبي تمام محمد بن الحسن بن موسى، وأبي القاسم الفضل القصباني، وتخرج به في الأدب.

قال ابن افتخار: قدم الحريري بغداد، وقرأ على علي بن فضال المجاشعي، وتفقه على ابن الصباغ، وأبي إسحاق الشيرازي، وقرأ الفرائض على الخبري، ثم قدم بغداد سنة خمس مائة، وحدث بها بجزء من حديثه وبمقاماته، وقد أخذ عليه فيها ابن الخشاب أوهامًا يسيرة اعتذر عنها ابن بري.

قلت: وأملى بالبصرة مجالس، وعمل "درة الغواص في وهم الخواص"، و "الملحة" وشرحها، و "ديوانًا" في الترسل، وغير ذلك، وخضع لنظمه نثره البلغاء.

روى عنه: ابنه؛ أبو القاسم عبد الله، والوزير علي بن طراد، وقوام الدين علي بن صدقة، والحافظ ابن ناصر، وأبو العباس المندائي، وأبو بكر بن النقور، ومحمد بن أسعد العراقي، والمبارك بن أحمد الأزجي، وعلي بن المظفر الظهيري، وأحمد بن الناعم، ومنوجهر بن تركانشاه، وأبو الكرام الكرابيسي، وأبو علي بن المتوكل، وآخرون.

وآخر من روى عنه بالإجازة أبو طاهر الخشوعي الذي أجاز لشيوخنا، فعن الحريري قال: كان أبو زيد السروجي شيخًا شحاذًا بليغًا، ومكديًا فصيحًا، ورد البصرة علينا، فوقف في مسجد بني حرام، فسلم، ثم سأل، وكان الوالي حاضرًا، والمسجد غاص بالفضلاء، فأعجبتهم فصاحته، وذكر أسر الروم ولده كما ذكرنا في "المقامة الحرامية" فاجتمع عندي جماعةٌ، فحكيت أمره، فحكى لي كل واحد أنه شاهد منه في مسجد مثل ما شاهدت، وأنه سمع منه معنى في فصل، وكان يغير شكله، فتعجبوا من جريانه في ميدانه، وتصرفه في


(١) ترجمته في الأنساب للسمعاني "٤/ ٩٥ و ١٢١"، والمنتظم لابن الجوزي "٩/ ٢٤١"، ومعجم الأدباء لياقوت الحموي "١٦/ ٢٦١"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٤/ ٦٣"، وتذكرة الحفاظ "٤/ ص ١٢٥٧"، والعبر "٤/ ٣٨"، ووفيات الأعيان لابن خلكان "٤/ ٦٣"، وتذكرة الحفاظ "٤/ ص ١٢٥٧"، والعبر "٤/ ٣٨"، وطبقات الشافعية للسبكي "٧/ ٢٦٦"، والنجوم الزاهرة لابن تغرى بردى "٥/ ٢٢٥"، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي "٤/ ٥٠".

<<  <  ج: ص:  >  >>