١٤٥٨ - الحفري (١): " م، (٤) "
الإمام الثبت القدوة الولي أبو داود عمر بن سعد الحفري الكوفي العابد.
والحفر: موضع بالكوفة، وهو بكنيته أشهر.
حدث عن: مالك بن مغول، ومسعر بن كدام، وصالح بن حسان، وبدر بن عثمان، وسفيان الثوري، وعدة.
ولم يرحل ولكنه ثقة صاحب حديث.
روى عنه: أحمد بن حنبل ومحمود بن غيلان، وإسحاق بن منصور، وعلي بن حرب، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد وبنو أبي شيبة، وأبو كريب وخلق سواهم.
قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقدم الحفري في حديث سفيان على محمد بن يوسف الفريابي، وقبيصة.
وقال أبو حاتم: صدوق رجل صالح.
وقال الدارقطني: كان من الصالحين الثقات.
حكي: أنه أبطأ يومًا في الخروج إلى الجماعة ثم خرج فقال: أعتذر إليكم، فإنه لم يكن لي ثوب غير هذا، صليت فيه ثم أعطيته بناتي حتى صلين فيه ثم أخذته، وخرجت إليكم.
قال وكيع بن الجراح: إن كان يدفع بأحد في زماننا فبأبي داود الحفري.
وقال علي بن المديني: لا أعلمني رأيت بالكوفة أعبد منه.
قال الهجيمي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الجوهري قال: رأيت أبا داود الحفري، وكان لا يرى أديم جسده من الشعر وعليه خرقتان: إزار ورداء فيه عدة رقاع، وكان إذا أراد أن ينتشر خرج من المسجد، وكان مسجدهم محصبًا. فقيل: أليس كفارتها دفنها? فيقول: لعلي أؤخذ قبل أن أكفر.
وتزوج بامرأة فأصدقها ثلاثة دنانير، وكان قوته كل ليلة قرصين وبفلس فجل أو هندبا.
قال أبو حمدون الطيب المقرئ: دفنا أبا داود الحفري ﵀، وتركنا بابه مفتوحًا ما كان في البيت شيء.
قال ابن سعد، وغيره: مات في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين.
قلت: مات، وقد شاخ أحسبه من أبناء السبعين وحديثه عندنا متيسر.
(١) ترجمته في طبقات ابن سعد "٦/ ٤٠٣"، والتاريخ الكبير "٦/ ترجمة ٢٠١٩"، والمعرفة والتاريخ "١/ ١٩٥، ٧١٧"، "٢/ ٦٢٢"، والجرح والتعديل "٦/ ترجمة ٥٩٦"، والأنساب للسمعاني "٤/ ١٧٣" والعبر "١/ ٣٤٠"، والكاشف "٢/ ترجمة ٤١٢٢"، وتهذيب التهذيب "٧/ ٤٥٢"، وتقريب التهذيب "٢/ ٥٦" وخلاصة الخزرجي "٢/ ترجمة ٥١٦٦".