إلى المدينة فاقتسموها بصرار، على ثلاثة أميال من المدينة، وكانت النعم خمس مائة بعير، وأسلم يسار.
القرقرة أرض ملساء، والكر طير في ألوانها كدرة، ومنهم من يقول: قرارة الكدر، يعني أنها مستقر هذا الطير.
[مقتل كعب بن الأشرف]
قال ابن إسحاق من طريق يونس بن بكير: حدثني عبد الله بن أبي بكر، وصالح بن أبي أمامة بن سهل، قالا: بعث رسول الله ﷺ حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة، فبعث زيد بن حارثة إلى أهل السافلة، وبعث عبد الله بن رواحة إلى أهل العالية، فبشروا ونعوا أبا جهل و عتبة والملأ من قريش، فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف لعنه الله قال: ويلكم، أحق هذا؟ هؤلاء ملوك العرب ومادة الناس، ثم خرج إلى مكة، فنزل على عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص، وكانت عند المطلب ابن أبي وداعة، فجعل يبكي علي قتلي قريش، ويحرض على رسول الله ﷺ فقال:
طحت رحى بدر لمهلك أهلها … ولمثل بذر تستهل وتدمع
قتلت سراة الناس حول حياضهم … لا تبعدوا إن الملوك تصرع
كم قد أصيب بها من أبيض ماجد … ذي بهجة تأوي إليه الضيع
ويقول أقوام أذل بسخطهم … إن ابن الاشرف ظل كعبا يجزع
صدقوا، فلبت الأرض ساعة قتلوا … ظلت تسوخ بأهلها وصدع
ثبت أن بني كنانة كلهم … خشعوا لقتل أبي الوليد وجدعوا
قال ابن إسحاق: ثم رجع إلى المدينة فشبب بأم الفضل بنت الحارث، فقال:
أراحل أنت لم تحلل بمنقبة … وتارك أنت أم الفضل بالحرم؟
في كلام له. ثم شبب بنساء المسلمين حتى أذاهم.
وقال موسى بن عقبة: كان ابن الأشرف قد آذى رسول الله ﷺ بالهجاء، وركب إلى قريش فقدم عليهم فاستغواهم على رسول الله ﷺ، فقال له أبو سفيان: أناشدك الله، أديننا أحب إلى الله أم دين محمد وأصحابه؟ قال: أنتم أهدى منهم سبيلا. ثم خرج مقبلا وقد أجمع رأي المشركين على قتال رسول الله ﷺ معلنا بعداوته و هجائه.