[٥٤٨٩ - أبو تراب]
الفقيه أبو تراب يحيى بن إبراهيم بن أبي تراب الكرخي، اللوزي، الشافعي، الرافضي. ولد سنة ست وعشرين وخمس مائة.
وتفقه على أبي الحسن ابن الخل. وسمع من: الأموي، والكروخي، وأبي الوقت، وجماعة. وحدث بدمشق، وبغداد.
روى عنه: ابن الدبيثي، وابن خليل، والقوصي، فقال القوصي: أخبرنا المفتي قوام الدين يحيى معيد العماد الكاتب، أخبرنا ابن الزاغوني -فذكر حديثًا.
وقال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وست مائة، فرأيته مختلًا؛ زعم أن الملائكة تنزل عليه بثياب خضر، في هذيان طويل وحدثني بعض أصحابنا أنه كان إذا ضجر لما قرئ عليه "الترمذي" يشتمهم بفحش.
وحدثني ابن هلالة، قال: دخلت على أبي تراب، فقال: من أين أنت? قلت: من المغرب. فبكى، وقال: لا رضي الله عن صلاح الدين، ذاك فساد الدين، أخرج الخلفاء من مصر وجعل يسبه، فقمت.
مات في شعبان، سنة أربع عشرة وست مائة.
٥٤٩٠ - البندنيجي (١):
الحافظ مفيد بغداد أبو العباس أحمد بن أحمد بن أحمد بن كرم البندنيجي، ثم البغدادي، الأزجي، المعدل، أخو المحدث تميم.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمس مائة.
وسمع من: ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وأبي محمد ابن المادح، وهلم جرًا.
وكتب العالي والنازل، وبالغ عن غير إتقان.
روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار، والزكي، البرزالي، واليلداني، وآخرون.
وله عناية بالأسماء، ونظر في العربية، وكان فصيحًا، طيب القراءة، امتحن بأن شهد في سجل باطل، فصفع على حمار، وحبس مدة في سنة ثمان وثمانين، وخمل.
وكان أخوه تميم قد استجاز للإمام الناصر جماعة، فأظهر الإجازة، فأنعم عليه، فتكلم في أخيه، وأنه ما شهد بزور محض، بل ركن إلى قول القاضي محمد بن جعفر العباسي، وأن الأستاذ دار ابن يونس تعصب عليه، فأعاده الناصر إلى العدالة، وقبله القاضي أبو القاسم عبد الله ابن الدامغاني بلا تزكية.
قال ابن النجار: قرأت عليه كثيرًا، وكنت أراه كثير التحري لا يسامح في حرف. قال: ومع هذا فكانت أصوله مظلمة، وكذا خطه وطباقه، وكان ساقط المروءة، وسخ الهيئة، يدل حاله على تهاونه بالأمور الدينية، وتحكى عنه قبائح، فسألت شيخنا ابن الأخضر عنه وعن أخيه، فصرح بكذبهما.
أخوه:
(١) ترجمته في النجوم الزاهرة "٦/ ٢٢٦"، وشذرات الذهب لابن العماد "٥/ ٦٢".