السلطان الملك المنصور نور الدين عمر بن علي بن رسول بن هارون بن أبي الفتح.
قيل: إنه من ولد جبلة بن الأيهم الغساني.
تملك بزبيد، وجرت له حروب وسير، وتمكن، وكان شجاعًا سائسًا جوادًا مهيبًا، له نحو من ألف مملوك. وقد كان الكامل جهز من مصر عسكرًا فقصدهم المنصور ففروا منه، وقيل: بل كتب إلى أمراء العسكر أجوبة فظفر بها مقدمهم جغريل، فخاف وقفز أميران: فيروز وابن بُرطاس إلى المنصور.
حدثني تاج الدين عبد الباقي أن مماليك المنصور قتلوه في سنة ثمان وأربعين وست مائة، وسلطنوا ابن أخيه فخر الدين أبا بكر بن حسن، ولقبوه. بالمعظم، فلم يستمر ذلك، وتملك المظفر ابن المقتول.
٥٨٠٢ - المستعصم بالله (١):
الخليفة الشهيد أبو أحمد عبد الله ابن المستنصر بالله منصور ابن الظاهر محمد ابن الناصر أحمد ابن المستضيء الهاشمي، العباسي، البغدادي.
ولد سنة تسع وست مائة.
واستخلف سنة أربعين يوم موت أبيه في عاشر جمادى الآخرة، وكان فاضلًا، تاليًا لكتاب الله، مليح الكتابة. ختم على ابن النيار، فأكرمه يوم الختم ستة آلاف دينار، وبلغت الخلع يوم بيعته أزيد من ثلاث عشر ألف خلعة.
استجاز له ابن النجار المؤيد الطوسي وعبد المعز الهروي، وسمع منه بها شيخه أبو الحسن ابن النيار، وحدث عنه.
وحدث عنه: بهذه الإجازة في حياته الباذرائي، ومحيي الدين ابن الجوزي.
وكان كريمًا، حليمًا، دينًا، سليم الباطن، حسن الهيئة.
وقد حدث عنه بمراغة ولده الأمير مبارك.
قال قطب الدين اليونيني: كان متدينًا متمسكًا بالسنة كأبيه وجده، ولكنه لم يكن في حزم
(١) ترجمته في النجوم الزاهرة "٧/ ٦٣"، وشذرات الذهب "٥/ ٢٧٠ - ٢٧٢".