وتملك مدةً طويلة، وكان مطيعًا للسلطان سنجر، تعلل مدةً بالفالج، فأعطي حرارات بلا أمر الطب، فاشتد الألم، وضعفت القوة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، فكان يتأسف، ويقول: ﴿مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [الحاقة:(٢٨)، ٢٩]، فتملك بعده ابنه خوارزمشاه أرسلان، فقتل جماعةً من أعمامه.
وكان أتسز عادلًا، محببًا إلى رعيته.
ومات ابنه في سنة ثمان وستين وخمس مائة، وكان بطلًا شجاعًا، حارب الخطا، وهو والدتكش.
٥٠١٧ - الشحام (١) م:
الشيخ الصالح، أبو محمد، سلمان بن مسعود بن حسن البغدادي الشحام، ممن سمع الكثير.
وكان من أهل السنة والصدق، خرج له اليونارتي الحافظ خمسة أجزاء من سماعه على ثابت بن بندار، وجعفر السراج، وأبي الحسين بن الطيوري، وجماعة.
روى عنه: السمعاني، وعبد الخالق بن أسد، وابن الجوزي، وأبو الحسن القطيعي، وطائفة. وبالإجازة: أبو الحسن بن المقير.
قال السمعاني: شيخ صالح، مشتغل بكسبه، ولد سنة سبع وسبعين، ومات في المحرم سنة إحدى وخمسين وخمس مائة. كذا ورخه السمعاني.
وقال القطيعي: هذا سهو لأنه أجاز في ذي القعدة من سنة إحدى، وقرأ عليه أبو محمد بن الخشاب جزءًا في ربيع الأول من السنة.